نور روح الله | القلـــمُ أداةُ إصلاح وهداية*‏ مع الإمام الخامنئي | الشباب مظهر أمل يخشاه العدوّ* كفاح الإمام المهديّ عجل الله فرجه في إقامة العدل أخلاقنا | الغضب نار تأكل صاحبها* فقه الولي | من أحكام الخُمس في وجه كلّ شرّ... مقاومة تسابيح جراح | كأنّي أرى تاريخ الشيعة | نفوذ شيعة لبنان في ظلّ الدولة العثمانيّة* شبابيك اجتماعيّة | بيوت نظيفة... شوارع متّسخة! آخر الكلام | “ ما أدري!”

آخر الكلام: الوقت وقتك

إيفا علويّة ناصر الدين



ما أصعب أن يجد الإنسان نفسه عاجزاً عن قيادة أموره، وقاصراً عن تنظيم أحواله، ومرتهناً لظروف قاهرة تُرخي بثقلها على كاهله.

لكن الأصعب أن يجد الإنسان نفسه عاجزاً عن قيادة وقته، وقاصراً عن إدارته، ومرتهناً لروزنامة مفروضة، تنقضي فيها الساعات بما لا حول له ولا قوة.  هذا هو حال شخص أقعدته العلة على فراش المرض، ومنعته عن الحركة والقيام، واستباحت الأوجاع أعضاءه، فأردته صريع الوهن، وجعلته أسير العجز، ورمته رهين التأوه والآلام. يجلس ذلك المسكين محدّقاً في ساعة معلّقة على الحائط، وكأنه يراها لأول مرة، يجتاح طنين عقاربها مسامعه وهي تدبُّ في دورة متواصلة لا تنتهي، يرمقها بحزن وهي تختال متنقلة في استفزاز سافر لأعصاب من بات لا يملك من أمره سوى احتساب الساعات والدقائق كي تنقضي.  يهزّ رأسه في إشارات الحسرة متأوّهاً: "كل هذا الوقت كان ملكي،كل هذا الوقت كان تحت تصرفي عندما كانت الصحة في أوجّها. لكن مع الأسف، لم أكن أشعر بقيمته الحقيقية. الكثير من أوقاتي ضاع سدى وبأبخس الأثمان. نعم،كان لدي المتسع من الوقت مع القدرة لفعل الكثير الكثير من الأشياء. الآن لدي المتسع من الوقت مع عدم القدرة على فعل الكثير من الأشياء.كان الوقت رهين إرادتي، وها أنا الآن رهين الوقت الذي تقطعني فيه سيوف الألم والمعاناة. لو أن الصحة تعود، وترجع العافية إلى سابق عهدها لأفعلنّ كذا وكذا..."

إن مشهد ذاك المريض يحمل في طياته اختصاراً مُحكماً ووافياً لموضوع أهمية الوقت في حياة الإنسان وضرورة استثماره وتنظيمه وإدارته فيما ينفع وقبل فوات الأوان، والذي يحتاج المؤيدون له صفحات كثيرة من دروس أو محاضرات أو مقالات لشرحه والتأكيد عليه. إنّه يقول وبلا طول كلام : خذها من الواقع قبل أن تقع، الوقت وقتك اقِضِه قبل أن يقضي عليك...
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع