عندما خلق الله سبحانه وتعالى أطفالاً وبعث بهم إلى
الدنيا، اختار لكل واحد منهم من بين جميع الكائنات والملائكة ملاكاً خاصّاً بهم.
وهذا الملاك ينتظرهم ليغرد لهم أناشيد السعادة المليئة بالمحبة والعطف، وألحاناً
عذبة وينبوع الحنان، وجعل بينهم وبينه لغة التواصل بأروع الكلمات وألطفها، وجعل هذا
الملاك منبعاً للعلم والصبر.
الأم هي الحياة، هي بيت الحنان والآمال لطفلها، وجنّة الله على الأرض، هي
مَن تدافع عن طفلها، وتدفع حياتها ثمناً لحمايته، وتحدِّث ولدها عن الله وترشده إلى
الطريق. الأم هي من زرعت الجنوب أزهاراً وروته من دموع عينيها، حتّى أنبتت ورود
شقائق النعمان. في كلّ يوم هناك أمّ تزفّ ولدها قرباناً دفاعاً عن الحياة
والمقدّسات. كلّ أم لها قدوة هي فاطمة وزينب وليلى ورباب ورملة، بكيْن وصبرْن من
أجل أن نصنع النصر.
الأمّ هي التي حملت طفلها حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمته من ثمرَة فؤادها ما لم
يطعم أحدٌ أحداً، هي من انتظرته بفارغ الصبر واستبشرت به فرحةً.
هي أطهر القلوب، اسمها نور من أنوار السماء، هي الشمس الدافئة في النهار وضوء القمر
في الظلام. أمّي أحلى ملاك رأيته على الأرض، شكراً يا إلهي على هذا الملاك الرائع.
أتقدّم من جميع الأمهات عموماً، وأمّهات الشهداء خصوصاً، بأحرّ التهاني
والتبريكات، وأقول هنيئاً لكنّ الجنة والفخر أمام مولاتنا الزهراء عليها السلام.
سكينة محمود إسماعيل