أخي القارئ، كلما ازدادت الأخطاء اللغوية الشائعة كلما
ازددنا حماساً للخوض في غمار اللغة الصحيحة.. وها نحن من جديد نضع بين يديك جملة من
الأخطاء مع تبيان القول الصحيح فيها.
* نَفِدَ ونَفَذَ:
يقال مثلاً نفذت السلع من الأسواق، والصواب أن يقال نفدت السلع، لأن النفاد معناه
الانتهاء، أما النفاذ فمعناه الوصول والبلوغ والاختراق، فيقال نفذ حكم القضاء، ونفذ
اللص من سور الحديقة..
وفي القرآن الكريم ما يبين الفرق الواضح بين مجالي استخدام الفعلين في قوله تعالى:
﴿ قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ
الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
﴾ فالنفاد هنا بمعنى الانتهاء والفناء.
ثم في قوله تعالى:
﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ
أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَان﴾
ٍ أي بمعنى الاختراق والوصول.
* كهل وشيخ:
من الأخطاء الشائعة أيضاً قولهم: فلان "كهل في الستين والصواب أن يقال فلان "شيخ"
في الستين، لأن "الشيخ" في اللغة هو من فوق الخمسين، أما "الكهل" فهو من بلغ قمة
الشباب ونضج السن وخطه الشيب. ما بين الثلاثين من العمر إلى الخمسين.
* طرفة لغوية:
لكل داء دواء
دخل أبو علقمة النحوي على الطبيب فقال: إني أكلت من لحوم هذه الجوازل فطسئت طسأة،
فأصابني وجع بين الوابلة إلى دأية العنق، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الخلب فألمت
له الشراسف فهل عندك دواء؟
فقال له الطبيب: خذ خربقاً وشلفقاً وشبرقاً فزهزه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه
بماء الماء.
فقال أبو علقمة: أعِدْ عليّ ويحك، فإنني لم أفهم منك.
فقال الطبيب: لعن الله أقلنا إفهاماً لصاحبه، وهل فهمت منك شيئاً مما قلت؟