مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مراقبات شهر شعبان


إلهي... ها إن شهراً من أشهر الاستغفار يتلو شهراً ومتشعِّباً يتلو صبّاً صادحاً بفتح أسواق تجارة تنجينا من عذاب أليم، في أشهر الاستغفار.

وإليك ذاك السالك يتضرع وفي شهر نبيك يرتجي يناجي.. يعبد.. يطيع.. يزكي نفسه.. ويروضها على التقوى. وقد خصصت برحمتك وعفوك وبرك أشهراً لا ترد فيها سائلاً بخيبة ولا طالباً بجهالة وكتبت على قدسك الرحمة لكي لا تبقى لنا حجة نركن إليها ولا عذر نتمسك به. فأمرتنا بالتوبة في أشهرك وأحطتنا بالرحمة في أيامها ولحظاتها. حتى تكون ظاهراً في كل شيء لأنه لم تخْفَ على شيء.. فجعلت بلطفك الرجب الأصب وجعلت الرحمة فيه على أمة نبيك تصب صباً. وأبى جودك وكرمك إلا أن يتودد إلينا بعد تبغضنا منه فمننت علينا بشعبان مقدماً لرامض الذنوب.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إن شعبان شهري رحم الله من أعانني على شهري".
وقد سميته شعبان "لأنه تتشعَّب فيه أرزاق المؤمنين لشهر رمضان..".

فمن يلبي الدعوة الربانية ويتعبأ في أشهر الرحمة عسى أن يمن الله علينا بالتوبة والرحمة متوسلين بالوسيلة (لصوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
لشهر شعبان شأن عظيم وأعمال مهمة وتتنوع مراقباته وأعماله إلى نوعين:

* النوع الأول
1- الأعمال العامة
أ- الصوم: عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "شعبان شهري، من صام يوماً من شهري وجبت له الجنة".
وعن الصادق (عليه السلام): "... ومن صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه وجنته كل يوم".
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يومي الاثنين والخميس من شعبان قضى الله له عشرين حاجة من حوائج الدنيا وعشرين حاجة من حوائج الآخرة".
ب- الصلاة: ففي الحديث: من صلى يوم الخميس ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة والتوحيد مائة مرة فإذا سلّم صلَّى على النبي مائة مرة، قضى الله له كل حاجة من أمر دينه ودنياه، ويستحب صيامه أيضاً كما ورد.
ج- الصدقة: أن يتصدق في هذا الشهر ولو بنصف تمرة ليحرِّم الله تعالى جسده على النار.
وسئل الصادق عليه السلام: "ما أفضل ما يفعل في شهر شعبان؟ قال عليه السلام: الصدقة والاستغفار ومن تصدق بصدقة في شعبان رباها الله له كما يربي أحدكم فصيله، حتى يوافيه يوم القيامة وقد صار مثل (جبل) أحد".
د- الاستغفار له كيفيتان:
1- أن يقول: "أستغفر الله وأسأله التوبة" ومن استغفر به سبعين مرة كل يوم كمن استغفر الله سبعين ألف مرة في سائر الشهور.
2- أن يقول كل يوم سبعين مرة: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه".
هـ الذكر:
1- القول في شعبان ألف مرة: "لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون" وله أجر عظيم جداً.
2- الإكثار من الصلوات على محمد وآل محمد، ويزيد أجرها في هذا الشهر.
و- الدعاء: أن يدعو عند كل زوال من أيام شعبان وفي ليلة النصف منه بالدعاء المروي عن الإمام السجاد (عليه السلام):
ز- أن يناجي بالمناجاة الشعبانية: وهي من أهم أعمال هذا الشهر على الإطلاق وهي دعاء الأمير (عليه السلام) وولده، وفيها علوم جمة ومعارف عالية وينبغي للسالك أن لا يتركها ويكثر ذلك في قنوتاته: مفاتيح الجنان (ص211).

* النوع الثاني
2- الأعمال الخاصة
أ- الليلة الأولى: وفيها:
1- الاستهلال: يستحب في أول ليلة الاستهلال وقراءة أدعية رؤية الهلال.
2- الصلاة: ركعتان في كل ركعة الفاتحة مرة والتوحيد إحدى عشرة مرة. من فعل دفع الله عنه شر أهل السموات والأرضين وشر إبليس وجنوده وشر كل سلطان جائر.

ب- اليوم الأول: وفيه:
1- الصوم: عن الصادق عليه السلام قال: "من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة...".
2- التوبة والإنابة: فإن الله تعالى يبث ملائكته في هذا اليوم ليرشد عباده كما أن إبليس يرسل جنوده لإضلال الناس.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "... إن من تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤديه إلى الجنة.. فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن... ومن أصلح بين المرء وزوجه والوالد وولده والقريب وقريبه... فقد تعلق بغصن منه... ومن تلا القرآن أو شيئاً منه فقد تعلق منه بغصن"... وإن من تعاطى باباً من الشر والعصيان في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان الزقوم فهو مؤديه إلى النار...".

ج- اليوم الثالث: وهو يوم مبارك لمولد الإمام الحسين عليه السلام فيه. وفيه الصوم والزيارة والدعاء المخصوص: "اللهم إني أسألك بحق المولود"... (مفاتيح الجنان ص 217).
ثم يدعو بدعاء الحسين عليه السلام الأخير حين كثرت عليه الأعداء: "رب اللهم أنت متعالي..." (مفاتيح الجنان ص 218).

د- اليوم الرابع: هو يوم ولادة العباس (سلام الله عليه) وينبغي تعظيمه.

هـ اليوم الخامس: وهو يوم ولادة السجاد عليه السلام سنة 38هـ (بعض الروايات) وله عليه السلام خصوصية في الحوائج المتعلقة للإعانة على جور السلاطين ونفث الشياطين.

و- الليلة الثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة "الليالي البيض": ويستحب القيام بأعمالها في هذه الشهور من زيارة وصيام ودعاء داوود و... (مفاتيح الجنان ص197).

ز- ليلة النصف من شعبان: وهي شريفة جداً كثيرة البركات وهي من ليالي القدر وليلة قسمة الأرزاق والآجال وفي الروايات أنها للأئمة عليهم السلام كما ليلة القدر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي مما أكد استحباب إحيائها. وفيها:
1- الغسل: ويوجب تخفيف الذنب.
2- الإحياء بالصلاة والدعاء والاستغفار وفي الحديث: "من أحيا هذه الليلة لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب".
3- أن يصلي ركعتين بعد العشاء يقرأ في الأولى الحمد والكافرون وفي الثانية الحمد والإخلاص فإذا سلم يقول: تسبيحات الزهراء ثم يدعو بدعاء "يا من إليه يلجأ العباد" (مفاتيح الجنان ص 221). وهناك صلوات أخرى مهمة مثل صلاة جعفر عليه السلام وغيرها يراجع فيها مفاتيح الجنان ص 222.

4- الدعاء: ولهذه الليلة أدعية كثيرة:
أ- دعاء زيارة الحجة عجل الله فرجه الشريف: (مفاتيح الجنان ص 219).
ب- دعاء "اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول..." (مفاتيح الجنان ص 220).
ج- الدعاء في الأسحار: "إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون..." (مفاتيح الجنان ص 222).
د- دعاء كميل: وعن الأمير (عليه السلام) "ما من عبد يحييها (ليلة النصف) ويدعو بدعاء الخضر إلا أجيب له..." وهو دعاء كميل.
5- الذكر: أن يذكر الله "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" مائة مرة.
6- زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): وهي أفضل أعمال الليلة (مفاتيح الجنان ص514).
7- قراءة دعاء العهد ودعاء التوسل.
ثم إذا صار آخر الليل وقف لمحاسبة نفسه ويختم ليلته بالسجود.

ح- اليوم الخامس عشر: يوم مولد صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف. ومن أعماله:
1- زيارته عجل الله فرجه الشريف في كل زمان والدعاء بتعجيل فرجه عجل الله فرجه الشريف.
2- الصوم.
3- الغسل.
4- زيارة الإمام الحسين عليه السلام (مفاتيح الجنان ص 514).
5- إظهار الفرح والسرور..
طـ آخر جمعة من شعبان: لا بد من استثماره بالطاعة والاستغفار وتلاوة القرآن ولا بد في آخر ثلاثة أيام من الصوم ووصله بشهر رمضان فيكتب له صيام شهرين متتابعين.
ي- آخر ليلة من شعبان وأول ليلة من شهر رمضان:
1- قراءة الدعاء الوارد عن الصادق عليه السلام: "اللهم إن هذا الشهر المبارك"... (مفاتيح الجنان ص 224).
ك- اليوم الأخير من الشهر: ويستحب ختمه بما تختتم به الشهور.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع