ينبغي أن تكون العلاقة الزوجية قائمة على المودة والإلفة والطمأنينة وتربية الجيل، غير أن هناك أسباباً صحية أو اجتماعية تؤثر على مستوى العلاقة الزوجية وتقود أحد الزوجين إلى تناس الآخر وعدم الاهتمام به ومن بينها العجز الجنسي وغياب الانسجام، واضمحلال العاطفة الأمر الذي يؤدي إلى التنازع.
كما أن الإعراب عن
الاستعداد لتلبية الحاجة الجنسية قولاً وعملاً أمر ضروري، حتى لو كان هناك إرهاق
بسبب العمل أو السفر، وأن يكون هناك نوع من التضامن بين الزوجين ومحاولة كل منهما
دعم الآخر، فالمكاسب التي يحصل عليها أحد الطرفين لا بد وأن تشمل الآخر.
إن روح الاستعلاء والرغبة في إبراز النفس حالة تدعو إلى النفور، خاصة في الحياة
الزوجية، ذلك أن هذه الروح تقضي على الصميمية في العلاقات.
إن محاولة أحد الطرفين إثبات قدراته وامتيازاته يفجّر في قلب الآخر الشعور بالحسد
والحقد، الأمر الذي يجد إلى النزاع.
قد يحدث النزاع بسبب أشياء ليس للإنسان دخل في صنعها، فمثلاً تنجب المرأة بنتاً في
حين يرغب الرجل أن يكون المولود صبياً مما يدعوه إلى لوم زوجته والحط من شأنها، في
حين أن الأمر برمّته خارج عن إرادتها، كما أن الوليد هو هبة من الله سبحانه سواء
كان ولداً أم بنتاً.
وربما يحاول الأب وانطلاقاً من إيمانه بضرورة تنبيه ابنه أو ابنته كأسلوب تربوي،
ولكنه يجد زوجته تقف سداً حائلاً دون ذلك، فإذا حصل وارتكب الطفل خطأ ما صب الأب
لعناته على زوجته واعتبرها السبب في كل ذلك.