شعر:
الكوكب البرَّاق
يوسف سرور/ عيتا الشعب
قلَلَ العلاءِ، ومؤَثل الإشْرَاقِ |
للْمَوتِ موْتَ فصِرْتَ أنْتَ الرَّاقي |
حتَّى غدَوْتَ منارَةَ الآفَاقِ |
وطفِفْتَ في الآفاقِ يرقى فوْقَهَا |
أنْعِمْ به من كوْكَبِ برَّاقِ |
ونَموْتَ نَجْمَاً في سمَاءِ شُمُوخِنَا |
فأَتَى إلْيَكَ بِبَيْرَقٍ خفَّاقِ |
ورفدتْ نحو النُّورِ تُشْرِقُ فُلْكهُ |
أنْ قَدْ أَطَلتْ عَليَّ يؤمَ تلاِقِ |
وَتَبَلَّجَتْ كَلِمَاتَهُ بِمَدَى الهُدَى |
واقْرَأ عليْهِمْ صِنْعَةَ الخلاَّقِ |
فأَبز سماءَ الخلْقِ دُونِي زينَةً |
نتجَتْ شَمَائِلَهُ عُرَى الأخلاَقِ |
للَّهِ درّكَ من شَهِيدِ رائِدِ |
ومَضَى يُجَلْبَبُ في دمِ مِهْراقِ |
فقضى كَمَنْ صَدَقُوا الإلَهَ عُهُودَهُمْ |
وكذَا تَكُونُ محَبَّةُ العشَّاقُ |
عَشِقَ الإلَهَ فَسَارَ في مرْضَاتِهِ |
غيْرُ الشَّهيدِ يُبرُّ بالمِيثَاقِ؟! |
واقَرْ مِيثاقاً مع الباري، ومَنْ |
ولَكَ الخُلُودُ بِجَنَّةِ الرَّزَاقِ |
أن غُبَّ مِنْ بَحْرِ الشَّهادَةِ والفِذَا |
والفضُل في الفِرْدَوسِ لِلسِّبَاقِ |
حتَّى أتى الفِرْدَوسَ يُهْرَعُ مسْرِعاً |
تَطْغَى عليْهِ لذائِذُ التِّرياقِ |
فغَدَا الأهْلِيهَا أميراً، والشَّذى |
وَجَرَتْ إلى كَهْفِ الرِّذَى أوْرَاقي |
عُذْراً إذا فرَّ السِراعَ مُوَلْوِلاً |
خَجَلاً يَئِنُّ بِساحِ قَيْدِ وِثاقي |
والشِّعْرُ دَكَّتْهُ المَهَابَةِ وارْتَمَى |
وفَدَى السَّماءِ بلَهْفَةِ المُشْتَاقِ |
فأَمَامَ مَنْ بَذلَ الدِّمَاءَ رخيصَةً |
ويَفي التُّرابَ تكبُرُ الأعْناقِ |
تُحنَى الجِناةُ إلى الحَضِيضِ توَاضُعاً |
لمَّا رَوَى عَنْ صَادِقِ مِصْدَاقِ |
أَوَلَمْ تروْا شَرْعَ السَّمَاءِ يُجِلُّهُ |
فعَلَيْهِمُ برُّ الشهادَةِ راقِ |
إن كان يَغلُو البرِّ برَّ فوْقَهُ |
أغدَدتُ شَغباً طيّبَ الأعراق" |
والمرْءُ بالإِقْدَامِ إِنْ أعدَدتْهُ" |
وتجيِّة تُهْدَى مِنَ الأعمَاقِ |
لكَ يا شَهِيدُ بما سَمُوْتَ موَدَّة |
مَهْمَا نُحَرِّقُ في لَهِيب فِرَاقِ |
ولَئِنْ قضيْتَ فإنَّنَا لنْ نَنْثَنِي |
ملِكاً، وتَغلُو سُدَّة الأخدَاقِ |
بَلْ سَوفَ نَبْقى فوْقَ عرش قُلُوبِنَا |
فلأَنْتَ في مُهَجِ البواسِلِ باقِ |
لَنْ نحْسَبِنَّكَ ميِّتاً، خَسِيساً الرِّدَى |