- لا تسلني.. متى؟... وأين؟... وكيف؟...
- فالكل يعرف المكان والزمان حق المعرفة.. ويعلم أيضاً ما السبب.. يكفي بأنّا ولدنا
أحراراً.. ويستحيل إلاَّ وأن نبقى أحراراً.. ونموت أحراراً..
ألم تسمعوا قول أمير المؤمنين عليه السلام: "... لا تكن عبد غيرك وقد خلقك
الله حراً".
يكفي هذا بأن يكون سبباً لهم..
- ثم يسمحون لأنفسهم.. ما يحرمون لغيرهم.. وليس هذا فحسب... بل ويصدونه.. خوفاً منه.
ويقولون: اذهب فأنت حر كما تشاء وتريد.. تذكرت هنا قول أحد الشعراء.. بما يفعلون:
إياك إياك أن تبتل بالماء |
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له |
- يُسمون الدفاع عن الأرض والعرض والبيت والولد إرهاباً.. أما إرهابهم المتواصل فما
هو في تعبيرهم وتعليلهم الخادع.. إلا حماية.. ولكن.. ممن؟.. وعلى من؟.. طبعاً..
من قلوبنا الدافئة.. المتفجرة بأسمى وأصدق الأحاسيس والعواطف الأخوية.. بالحب
الأخوي المتبادل والصادق..، ومن نفوسنا الأبية الرافضة جميع أشكال الظلم والعدوان..،
وعلى من.. بالطبع على تجبرهم وطغيانهم وتعنّتهم..
- ثم بعد ذلك من الذي وكّلهم بحلّ مشاكلنا.. إن لم يكونوا هم الذين اختلقوها..
ووضعوها وخططوها.. ومنذ أزمان..
- ثم قل لي بحق ربك.. من ذاك الذي وصفهم مراقب ومفتش ومجمرك ومحاسب.
- بالله عليك من هم..؟.. ومن أين جاؤوا...؟
- ما هم إلا حثالة قذرة نتنة.. إجتثت من فوق الأرض.. وبحقدهم وجشعهم.. وغطرستهم..
استباحوا أرض شعب.. بعدما طردوه وأحرقوه.. ويريدون الآن وبعدما أطاحوا بأعناق
الجميع إلى الأرض.. تحت عنوان مزيف.. لقصةٍ قد كتبوها... منذ عشرات السنين.. بعد
هذا يريدون أن يقوموا بعمل الجزّارين.. لِمَنْ لم يركع ويهوي تحت أحذيتهم.. وأكعاب
بنادقهم..
- ويريدون أن يكملوا طريقهم.. ليقضوا على تلك الفئة المجاهدة والسائرة بنور جلال
الله عزَّ وجلَّ.. لكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.. أولئك الشجعان الذين ما خافوا
غير الله.. فأخاف الله منهم كل شيء.. أولئك الذين كانوا الهاجس المرعب لهم..
- وفي طريق هذا وذاك.. ومن بين تلك الأعذار الواهية التي يضعونها.. نرى الشيوخ
والأطفال والنساء والأطفال.. مجزرين مذبحين..
- أهكذا العدل..
رحت أجوب الشوارع.. أبحث عنه بين الأزقة.. وعلى قوارع الأرصفة علني أراه.. أو ألمح
طيفه.. هنا أو هناك... لقد رأيت أطرافه المتناثرة في الجنوب وفي قانا والبقاع...
كما تناثرت في فلسطين وفي القدس الشريفة.. وبعدما قطّعوه ومزّقوه إرباً إرباً..
فالعدل في الأرض يبكي الجن إن سمعوا به
ويستضحك الأموات إن نظروا
فأمهلهم رويداً.. إن عذاب ربك لشديد.. فصبراً يا أحباء الله صبراً..
﴿فلتُذيقنَّ الذين كفروا عذاباً شديداً ولنجزينَّهُم أسوأ الذي كانوا يعملون﴾.