عندما يدهمك خطب عظيم، أو تعوزك فاقة خطيرة، وتضيق بك
السبل، فابتهل إلى اللَّه وارفع يديك متوسلاً: "اللهم بحق الزهراء وأبيها وبعلها
وبنيها والسر المستودع فيها..".
ترى، أي سرٍّ هو المستودع فيها عليها السلام؟
لقد بحثت عنه في قوله صلى
الله عليه وآله وسلم: "فاطمة أم أبيها" فما حصلت على جواب. وبحثت عنه في قوله صلى
الله عليه وآله وسلم: "فاطمة روحي التي بين جنبيّ" فازددت في حيرة واضطراب...
وبحثت عنه في مصابيح الأنوار النبوية والمنارات العلوية، بل ونظرت في القبر المستور
وأرجعت البصر في بيت الأحزان لعلي أخرق الحجاب، فانقلب البصر خاسئاً وهو حسير.
حنانيك يا زهراء! مولاتي، أتراني أحظى بقبس من نور هدي موسويك المهدي عجل الله فرجه
الشريف فاطلع إلى سرك، أو بعض سرك.. يا سر الأسرار.
هيهات... ثم هيهات.
عزيزي القارئ،
في مثل هذه الأيام (أوائل جمادى الآخرة)، لم يكن أصحاب النبي وأهل
المدينة لائقين بمعرفة سر الزهراء عليها السلام فدفنت سراً ودفن معها سرها.
ترى، هل تكون أمثالهم؟!
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
﴿وَلَا
تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ
﴾
وإلى اللقاء