مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

بأقلامكم: ماذا أقول فيكِ... كربلاء؟


يراعي كريشةٍ مكسورةٍ انحنتْ خجلاً... ألماً... صرخة مدوية لتكتب... ولكن اللغة وقفت عاجزة إلّا عن تكبيل حروفها...

أخذتني ذكراك كربلاء، التي ما زالت ترقد تحت رماد الأيّام.. أنتظر نسمة رقيقة تؤجّج في داخلي شوقاً دفيناً يستعد للسفر إلى مصارع الأحبّة، وآهات تُحلّق في سماء ذكراك، ترتدي وشاحاً أسوداً يلوّن وجنات الحزن والأسى...

ماذا أقول فيك كربلاء؟ تذهل الحروف وتتوقف الكلمات عاجزة عن التشكُّل... أجد روحي تحلّق في زواياك كربلاء كفراشة الصبح مشتاقة إلى نور الشمس... يصبح الشوق غصّة، والذكرى مؤلمة... تختصر مسافات الزمن، تحاكي الروح لتسكن القلب وتضي‏ء مشعل النور في عتمات الليل، وهي أنوارهم من نور الإله، نور حقيقة الوجود. شممت رائحة العطر الذي يفوح من أجساد شهداء آل البيت عليهم السلام...

أيديهم رسمت بأناملها أجمل لوحات التضحية والفداء... هذا أبو الفضل العباس عليه السلام يشدو الناي نزيف القلب لعينيه. هناك على ضفاف النهر يلوح وجهه الظمآن، تزمجر رياحك كربلاء لتزرع عطشه إلى جنب النهر... وعلي الأكبر الذي جمع كل الصفات الغر... والقاسم شبل الحسن عليه السلام. هؤلاء سطّروا أروع ملاحم البطولة والإباء... خفقت قلوبهم بعشق الحسين عليه السلام، بنصرة الحسين عليه السلام. ارتسمت ابتسامة الطاعة على محياهم، ثم أغمضوا عيونهم وسافروا في رحلة الخلود...

أدمت قلبي مناجاة الحوراء، عقيلة بني هاشم عليها السلام التي بقيت وحيدة مع العليل عليه السلام، تكفكف دموع الأطفال والنساء... بحروف الشجن. قتلتني عبراتها وأحرق لهيب فؤادي أنينها.

ماذا أقول فيك كربلاء، وقد شهدت تضحية سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم..؟

ماذا أقول فيك كربلاء وقد تقدس ترابك بدمائه الزكية، التي سقت شجرة الرسالة والتوحيد لترتفع بأعناقها إلى السماء؟


مريم محمود


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع