يا ساكناً حبل الوريد.. يا ربّ الملوك والعبيد.. يا عظيم
الثواب.. يا شديد العقاب، أنا عبدك الذي لبس ثوب العبادة وظنّ نفسه أنّه ماضٍ في
طريق السعادة، حتّى وجد نفسه في بحر الضلال بعيداً كلّ البعد عن الكمال.. فسامحني
يا ربي..
جعلتَ الصلاة مغفرةً للذنوب وبابَ الرحمة لمن يتوب وقلتَ أنها تزيلُ ثقل المعاصي عن
ظهري، فأصبحت الصلاة في عينَيّ هي الثقل الأكبر... فإنْ أقمتُها في وقتها أو في
جماعة خرجت منها كأنني مالكها وأنت المدين، فسامحني يا ربي..
وشهر رمضان جعلتَه خيراً من ألف شهر، وهو شهر الرحمة والغفران، وجعلتَ صيامه قرباناً
إلى الرحمة وبُعداً عن الذنوب، وأنا جعلتُ الصيام بُعداً عن الطعام يزيدني شوقاً
إليه ويزيدني لذة في الانقضاض عليه..
وجاء العيد.. ولم أكن خارجاً من ذنوبي كما ولدتني أمي، بل كنت خارجاً من الشهر أسمن
مما كنت في أوله ومتلهفاً لفطور الصباح وكأنّه شهر العقاب لا شهر الثواب،
فسامحني يا ربي..
خلقتني بشراً سوياً ورزقتني العقل والوالدين والزوجة والأبناء، وباعدتَ عني المرض
والعناء، فحمدتُك حمدَ القائلين لا حمدَ الشاكرين... فسامحني يا ربي..
استيقظتُ يا سيّدي من غَفلتي، فوجدتُ الشيطان أنيساً لوحدتي، ومرْشدي في الطريق
هواي، ونظرتَ إلى أعمالي فوجدتني بعيداً عن رضاك، ونظرتُ إلى رحمتك وعفوك فوجدتُ
الحائل بيني وبينك باب التوبة، فافتحه يا ربي لعبدك العاصي وأعِدْني إلى رعايتك
ورأفتك فكَمْ عفوت قبلي عن المذنبين. أُقسم عليك يا ربّي بمحمد وآله الطيّبين،
سامحني يا ربّ العالمين، سامحني يا ربّي..
محمد نايف