حوراء مرعي عجمي
كشفت الجمعيّة الأميركيّة للطبّ النفسي أنّ البشر يميلون
إلى ما يُعرف بالجهل المتعمّد إذا أتيح لهم معرفة المستقبل حتى وإن كانت توقّعاتهم
إيجابيّة.
وأظهرت نتائج دراسة أجراها مجموعة علماء نفس أن نسبة تراوحت ما بين 85% - 90% من
الأشخاص المشاركين في التجربة رفضوا فكرة أن يتعرّفوا مسبقاً إلى أحداث مستقبلهم،
في حين أن من أكدوا بشكل حاسم عدم ممانعتهم معرفة المستقبل لم تتعدّ نسبتهم 1% فقط.
وأرجع القائمون على الدراسة رفض الإنسان معرفة مستقبله إلى عدّة أسباب، أوّلها
الخوف من مواجهة الأخبار السيئة؛ خاصة تلك التي لا مفرّ منها كالموت، كما إنّهم
يرفضون معرفة الأحداث السعيدة مسبقاً للمحافظة على المشاعر الإيجابيّة التي تصاحب
المفاجآت السارة.
ويأتي من بين أسباب رفض استباق أحداث المستقبل أن العقل يميل إلى الركون إلى ما
يعرف بحالة "الجهل المتعمد"؛ لأنّها توفر للإنسان حالة من الهدوء والحيادية تجاه
أحداث الحياة، حتّى وإن كانت معرفة أحداث المستقبل ستمكّنه من تفادي الكثير من
الأحداث المفجعة.