نهى عبد اللَّه
"يجب عليك يا عزيزي الاهتمام بأسرتك زوجتك وأبنائك.
اسألهم عن تفاصيل شؤونهم وتابعها معهم.. دعهم يشعرون أنّك تخصّص لهم جزءاً من وقتك
دون سبب.. يكفي أنّهم عائلتك".
ختم "عيّاش" نصيحته وضغط على مفتاح الإدخال لينشر تعليقه على سؤال أحد معجبيه. فهو
ناشط جدّاً على صفحته "فارس الحق" التي لم تعد تتحمّل عدداً إضافياً من الأصدقاء؛
الذين يلجأون إليه ويستشيرونه في تفاصيل حياتهم ويثقون به؛ فهم يخالونه أحد أبطال
المقاومة تارةً... وتارةً أخرى خبيراً استراتيجيّاً في السياسة... فيما تعلن صفحته
عن اختصاصه في التربية وشؤون الأسرة.. وشُغله الدائم إسداء النصائح، فلا يبخل على
أصدقائه الجدُد بشكرهم على تفاعلهم مع صفحته.. بل وإرسال طلبات صداقة لكلّ من
تصادفه صفحته في طريقها..
- "حان وقت العشاء عزيزي، نحن بانتظارك".
- "مشغووول أنا، لمَ لا أستطيع التركيز في هذا المنزل؟" يزعق "عيّاش"... ثمّ يُنهي
تعليقته المزخرفة بالشكر وكثير من المودّة ليتناول العشاء مع عائلته. ثمّ يبادر
زوجته: "أين الأولاد؟".
- انتظروك ساعة، أعدت تسخين الطعام فتناولوه وذهبوا للنوم.
- حسناً فعلوا.. بعد عناء يومي لا أحتمل الضجيج.
- لكن ذلك يُسمّى إهمالاً..
- ماذا تثرثرين؟!
- حسمت وضعي، لقد استشرتُ خبيراً مهمّاً وشرحت له كل شيء. وبعد أن جرّبت كل الوسائل
معك ولم تجدِ نفعاً.. نصحني بطلب الطلاق منك.
- وما اسم خبيرك المهمّ هذا؟
- إنّه ذائع الصيت جدّاً على الفايسبوك.. اسمه "فارس الحقّ".