يجلسون يقرأون القرآن.. كلام المعشوق لهفةً للقائهم به، عيونهم لا تعرف النوم...
يناجون وقلوبهم تنبض حبّاً.. وألسنتهم تلهج بدعاء علّهم يصِلون إلى مبتغاهم...
يهجرون الدنيا وزخارفها.. واليقين يملأ ألبابهم بالإيمان والتقوى ونيل الشهادة...
ينسَون التفكير حتى في حياتهم فقد شغلهم ما هو أغلى وأثمن "زينة الدار الآخرة" ألا
وهو رضا الله تعالى.
يردّدون بشوق وشغف قوله تعالى:
﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً﴾.
هناك في ظلمات الليالي حيث الجميع نيامٌ.. وقفوا بين يدَي خالقهم، تمتموا بكلماتٍ
ورفعوا أيديهم بالدعاء، وأخرجوا ما في صدورهم بلسان الرجاء والاستجابة.. ناجوا
بارئهم بكلام يصعب علينا فَهمه، فنحن لسنا من أهل العشق، فالعاشق لا يعرف الهزيمة..
لم ييأسوا ولم يَهِنوا حتّى وصلوا إليها وتطيّبوا بأجمل الصفات والابتسامة على
وجوههم... واستشهدوا...
فهنيئاً لهم...
حسين علي ماضي