رسالة إلى الأمين العام لحزب الله (حفظه الله)
اليوم يمكنك سيدي، أبا هادي، أن تطمئنّ أكثر فأكثر، لا لأنّنا لم نكن معك ووراءك،
بل نحن كنّا ولا زلنا نسير خلفك، ورهن إشارتك. واليوم أودّ أن أبشّرك سيدي بولادة
"غسان فقيه" جديد لنا ولكم في العائلة.
نعم، ارتحل أخي الغالي غسان (ساجد الطيري) إلى الرفيق الأعلى لينصر خطّ أهل البيت،
ومن أجل أن ننعم كلّنا بالأمن والأمان، ولكنّه حضر اليوم بيننا طفل جديد أسميته
غساناً تيمّناً بهذا البطل المميّز الشجاع، الذي لم يمت، بل ارتفعت روحه إلى
الباري، ليستمر أولادنا في سيرهم نحو الحرية.
غسان، هذا الطفل الصغير، ابن الأيام العشرة يحمل قلباً قوياً كقلب عمّه "غسان"
الكبير، ها هو يضحك بين يديّ وأنا أحمله وأنظر إليه، متأمّلاً أن يسير على خطى عمّه
البطل الذي ركّع الصهاينة في وادي الحجير وفي كلّ زاوية في الجنوب حتى أخرجنا
الصهاينة إلى الأبد من هناك.
أعِدُك سيديّ أنّي سأدفع غسان الصغير ليسير على خطى عمه، ولينال إحدى الحسنيين. فآل
فقيه أخذوا على أنفسهم عهداً أن يكونوا جنوداً في جيشك، كما كان غسان (ساجد)، وكما
كان (جميل) الشهيد الذي لم نكحّل أعيننا بوداعه واحتضانه، ولا زلنا ننتظر تلك
اللحظة التي سنلقاه فيها. وتنتظره أمّ حرمت من طلّته الباسمة. ونحن عشنا وعداً
بتحرير جثمانه وإنّا لمنتظرون.
نحن أبناؤك وتلامذتك... قدّمنا شهيدَين، بطلَين، قائدَين، وسنقدّم أيضاً وأيضاً،
لأجل عزّةٍ أنت أعددتها لنا بعد احتلال غاشم.
إنّنا ندعو الله ألّا يحرمنا وجودك... وأن يعود إلى كلّ منزل شهيده بجيل جديد
لنحرّر كلّ الأرض المغتصبة.
رضا فقيه
(*) أنجب شقيق القيادي الشهيد ابناً أطلق عليه اسم عمّه القيادي الشهيد غسان
فقيه (ساجد الطيري)، الذي استشهد في 25-5-2015م.