كنسمات دافئة يفتحون أذرعهم لاستقبال الشهادة على موانئ رصدت الألم حكايا زُرعت على جسد شجرة الخروب، بانكماش الفوضى على حدود مدينتهم يخطّون أساطير بطولاتهم التي نحتت على عنق زهرة. هنا مرّ من دعته الحياة مرة شهيداً...
هنا، مرّ من صرخ بغير حنجرته "لبيك يا نصر الله"........... فاستجابت الأجساد ومضت في كل الاتجاهات بهمّة واحدة ليحصدوا خبزاً لن يأكلوه ويصنعوا مراكب لن يبحروا فيها... باتّساع الأجساد لكل ما هو فوق الطّبيعة وتناحر الظلم على عرش الحرية يستقبلون شروق الشمس بأجسادهم ليعودوا على جناح آخر طير، وآخر دمعة من ساقية، ويغتسلوا في أقرب زنبقتين وياسمينة ...
فيرتجف الصوت عند أول منعطف في قلوب الأمهات ليحبس شهيق العذاب على أسوار الأمل... وتتحرر من بين الشّفاه زغاريد عرس، وتنتفض رائحة الزعتر من صدورهن لرسم رؤى للحب.. للحرية، للغد الآتي متكئاً على سرب حمام وغصن زيتون.
وتهبط القرية عند أوّل ممرّ صخري طارحة من أقصى الذاكرة كل ما تصدّع في سقف الظلمات لترمي على طرقها التّرابية وروداً وتزرع على وجوه مسنّيها عمراً ليس عنها ببعيد وإصرارأ يستجدي البقاء والعودة لأحضان أرض الجنوب.
رولا فحص