نعتبر هذا العام عام العزة والافتخار الحسيني، فالحسين بن علي عليه السلام مظهر العزّة الحقيقية والنموذج الكامل للافتخار الحقيقي الإمام الخامنئي دام ظله
الحديث عن العزة والذلة لهو حديث عن أهم الأمور التي لها الأثر البالغ في كتابة وصياغة تاريخ الأمم على مر العصور، ولطالما يقرأ الإنسان عن تاريخ مشرق ومضيىء وعن تاريخ مظلم وحالك، إنما هذا يعود إلى الخيار والموقف الذي اتخذه الإنسان في ذلك التاريخ ويبقى للعزة الدور البالغ في ذلك كله... ففي عام 61 للهجرة نرى بأن التاريخ أشرق بدماء الإمام الحسين عليه السلام حيث كان اختيار الإمام لثوب العزة من خلال سل السيوف جهاداً في سبيل اللَّه وهو القائل عليه السلام "هيهات منا الذلة" حيث كان جهاد الإمام وأصحابه في كربلاء مظهراً واضحاً في العزة التي تجلت في الشهادة الكبرى، لأن أحد وأهم السبل في تحقيق العزة هو طريق الجهاد في سبيل اللَّه فمن تخلّف عنه ألبسه اللَّه ثوب المذلة والمهانة. وهذه الحقيقة يتحدث عنها أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث يقول: "فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فمن تركه رغبة عنه ألبسه اللَّه ثوب الذل، وشمله البلاء".
البعض يحاول أن يتجاهل هذه الحقيقة ويحاول أن يرتدي ثوب العز هذا من خلال السلاطين والحكام ولكن كم هو واهم ومخطىء لأن العزة هذه هي منحة إلهية يهبها اللَّه سبحانه لعباده الذين يمضون في ركب من كفر بالطاغوت وآمن به حيث يقول اللَّه سبحانه وتعالى "الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة للَّه جميعاً" وإن أحد وأهم البلاءات التي تعيشها الأمة الإسلامية في هذا العصر هو تخليها عن الجهاد وسعيها وراء السراب الذي تتوهم أنه الحق الذي سيمنح من قبل الشيطان الأكبر أمريكا.
وإن ما يحصل اليوم في فلسطين من مقاومة وتضحية وجهاد لهو الطريق الوحيد لاستعادة المقدسات وإعزاز هذه الأمة وتحصيل حقوقها ودحر المعتدين وإسقاط لواء الشيطان المتمثل في الغدّة السرطانية إسرائيل ومن ورائها أمريكا. فلنجعل هذا العام عام العزة والفخر الحسيني عاماً يضج بالجهاد والمقاومة والتضحية والشهادة عسى أن نلبس ثوب العزة والكرامة والمجد...
وإلى اللقاء...