ايفا علوية
مثلما عادت للجنوب المقاوم حريته منتصراً في يوم صنعه رجال قاموا للَّه في ثوب الشهادة، حاكته لهم الأرض التي حفظت حكايا بطولاتهم شاهدة على خيبة أعدائهم الذين فروا مقهورين يحملون في جعبهم أثقال الخوف والندم...
ستعود فلسطين، ملما غنّت قرى جب عامل أناشيد أيار بعدما تكلّلت قممها بتاج الانتصار الذي رفعت في أعاليها راياته الصفراء...، ستغني فلسطين مرددة ألحان الحرية الوردية، يعزفها نسيم الأمان مرفرفاً في رحاب سمائها الصافية من أنفاس خفافيش النهار، متغلغلاً في امتداد الربيع الأخضر المتماوج في الحقول وقد أزهرت ورودها الذابلة التي ارتوت من دماء الحياة، ملامساً وجنات البيوت الممتدة جذورها في أعماق الأرض صلابة تحدّت وحش غادر تكسرت أنيابه على شرفاتها المكتحلة بإطلالة المسجد الأقصى وقد تعالت في مآذنه آيات الحق الإلهي: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.