مهداة إلى فاتح عهد العمليات الاقتحامية في لبنان الشهيد القائد الحاج رضا الشاعر.
يا عظيم الشأن فيك تتجلى عظمة الخالق.
الحبُّ في التوجه أنت، الجذور في الأديم القديم.
أنت من العيون بصرها، ومن القلوب بصيرتها.
أتوق إلى قلبي الذي هاجر معك - وأود الهجرة إذا هي أوصلتني إلى قلبك - .
اجمع نفسي في قالب ذكراك، ألملم بقايا الرحيل أضعها في كهفي الممتد إلى أقرب وصول.
شبل من أسود حيدر - ومعين دمع من الكوثر.
أنت من ناداه الحسين فلبى، حتى ارتوت الأرض من ياقوت دمك
فارتوى عبد الله الرضيع من فرات شهادتك.
يحفر الفراق فينا متاحف الشوق - يخلدك التاريخ في أرشيف الوجود
فأنت سياج الحدود في وطني - والمداد العارف في قلمي -
والحصن الحصين على ضفاف زمني..
على متن جراحك حملت الأمة إلى شواطئ النصر ونشوة الحرية..
تحتفظ الأرض بهيئة سجودك، تتباهى باطمئنان الساجدين عليها.. وتحتضن السماء دفء قنوتك.
مشرق أنت يهجرك المغيب، وحاضر تجول في دمعنا وبسمتنا
فهل يأخذك اليوم جرح فلسطين، لترى عواصف الوجع..
وزمهرير التآمر، العذاب قدرها، والظلم جرعتها اليومية..
فالضمير نائم على فراش الدول، وسيف العرب أكله الصدأ..
والقهوة العربية تقدم يومياً لمن يذبح فلسطين..
والشهامة وضعت في قمامة الكلام، فلا جسد لها ولا روح ولكن هنا أرض الشهادة ومقلع الشهداء وهيهات تردعنا قنابلهم النووية.
عد إلى روض البقاء، على براق النور، وارمق بنظرتك القدسية مرارة حالنا..
لعل الفجر يأتي بشهد الظهور أيها المجد والغد والوعد..
إلى روحك الأبية ألف سلام وتحية..
فاطمة رضا الشاعر