أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

في رحاب بقية الله: بلسم الجرح الكربلائي‏

الشيخ أحمد إسماعيل‏


أنت الشعور كله مولاي يا أبا صالح، أنت إحساسنا وضميرنا، أنت أمل آلامنا وبلسم جراحاتنا أنت منطق السماء وغضبها، ولغة جرح الأرض ونبضه. مولاي يا صاحب الزمان يا رمز البشرية يا عصارة النبوة يا خلاصة الأولياء..

يا أيها التاريخ كله والنبوة والإمامة، يا أيها العمر كله بعمرك الذي واكب الأحداث والأعاصير والفجائع حتى صرت لغة ثأرها وحكاية قصصها تسردها على أهل السماء وتحكيها بمنطقهم بعد أن رأيتها بأم عين قلبك الحنون قبل رؤى العين، وإن فاجعة الفجائع ورزية الرزايا على إحساسات فؤادك المرهفة، هي تلك المصيبة التي جرت على سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه وذاك الألم للمصاب الأكبر والتحسر لعدم الاستطاعة والقدرة على النصرة، وإن كلماتك الدامعة وعيونك المملوءة بدم الحسرة قبل الدموع لهي التلهف بحد ذاته على القدر المكتوب الذي عاقك عنه الدهر والدهور حتى استأنست بالموت وتلهفت له من كثرة لوعة المصاب وأنت الزائر لسيد الشهداء يا سيد الرَّجاء في زيارة الناحية المروية عنك مولاي والتي نقرأ بعضاً منها فنقرأ فيها ألمك وجرحك وتحسرك على الدهر الذي أعاقك عن القيام بدور الجندي في كربلاء والمدافع عن الطّهر كله الذي حملته تلك البقعة الجغرافية على كف السماء لترفع أهله إلى علياء المعشوق عند مليك مقتدر، ذاك الطهر الذي اجتمع عليه الرجس كله، حتى ظن باطل أهل الأرض بأنهم يريدون تطهير الأرض من الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فقلت سيدي في زيارتك لغريب كربلاء "فلئن أخرتني عنك الدهور وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب عليك العداوة مناصباً. فلأندبنك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً حسرةً عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتى أموت بلوعة المصاب"..

فمع كل جرحك وصبرك يا مولاي نشكو لك همّنا ومصابنا، ومع كل وجعك وجَلَدِك سيدي نقدِّم لك تقريرنا ونبث لك شكوانا، فلقد زاد الهمّ وانتشر الظلم وعمّ الفساد، ومع ذلك كله فأنصارك لا زالوا على الوعد والعهد، وهم معك يذرفون الدموع ويلطمون على الصدور ويوطّنون النفس على القتل والقتال والاستشهاد في سبيل اللَّه، فلقد تنكّرت الدنيا وأهلها لمحبيك ومريديك الذين قطّعت نياط قلوبهم نداءات الحسين في كربلاء، وهي لا تزال ترن في مسامعهم فتسمعها آذان القلوب فتُحدث فيها زلزالاً تعبوياً فتفجّر فيها شلالات من دمائهم الطاهرة تحاول بذلك تقديم طلب انتساب لمعهد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء عبر امتزاجها بدم الكربلائيين واستعدادها لأن تُراق بين يدي مولانا ومرتجانا صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء فهؤلاء سيدي سيكبر فيهم الأمل كل يوم وإن طال زمان الغيبة، ويعظم فيهم الشوق إلى الاستشهاد كلما ضاقت الأرض بهم، أولست سيدي أمل الآملين وثأر المجروحين ودموع العاشقين لعدالة السماء.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع