ايفا علوية
في كل محرم تعود ذاكرة عاشوراء بتاريخها المحمّل بحكايات ومشاهد ترسمها على صفحات أيامنا التي تغرق في حداد يفجّر في المآقي أنهاراً وفي الأعماق لوعة تلتهب حزناً وأسى.
وفي مراسم الذكرى تجتمع جماهير العزاء تستعيد مشاهد أحداث لطالما أججّت في عيونها الدموع والعبرات تذرفها في بكاء الفاقد المفجوع بمصيبته الجليلة.
ولا يعني البكاء في عزاء الحسين عليه السلام نحيباً على فقيد تختنق ذكراه في الفؤاد حرقة تتساقط الدموع لتطفىء لهيب نيرانها وتبرّد حرارتها، بل يتحول البكاء رمزاً كلياً للرفض وعنواناً للكرامة حيث تصير الدموع براكين وزلازل تزعزع أساس الجور والطغيان وسيفاً مسلطاً في وجه كل ظالم. وتصير الآهات النابعة من لوعة الأعماق تلبية لنداء الإمام الذي وقف في وجه الظالمين بعدما صار وحيداً يسأل عن نصير له في مسيرة الحق الذي رفع لواءه علماً يرفرف تحمله جماهير الحسين اليوم مرددةً: أين الطالب بدم المقتول في كربلاء.؟