إيفا علوية
دارُ ممرٍّ كانت دنياهما التي اعتزلاها مهاجرين إلى مستقرهما بعدما نزلا فيها ضيفين متواضعين، اختارا من منازلها بيوت القناعة مساكناً تزينها بساطة العيش الهني، ومن أثوابها رداء الزهد يكلله الشوق إلى حيث يطيب لهما المقام.
ما رأت عيناهما في هذه الدنيا إلا محطة سفر، وقفا فيها يتزودان بحاجاتٍ تعينهما في الرحلة الصعبة فلم يجدا في مغرياتها إلا علماً نورانياً سعت إليه روحيهما تغترفان منه معرفة متوّجة بعمامة العلماء الشاهدة على سعيهما واجتهادهما. شيخ شهداء المقاومة وسيدهم، عظيمان عاشا في دنيانا شعلة حق في طريق الجهاد ومنارة رسمت لنا ملامح الانتصار.
رحلا شهيدين وبقيت صورهما تتحرك في ذاكرتنا لأن حياة العظماء لا تنتهي وإن رحلوا...