لعينيكِ ثغر الزمان ابتسمْ |
فأشرق وجهك فوق الحَرَمْ |
ووجهــــــك في نورهِ آيةٌ |
بهـــا الله آيـــاتِهِ قدْ حُتـــمْ |
أزينبُ أنـتِ العطاء الــذي |
يفيض على أمتي بالــكرمْ |
وأنـتِ لأرواحنــــــا بلسمٌ |
يداوي بنا عازفاتِ الألـــمْ |
وكفّكِ جودُ السمـاء الذي |
تدلّى على أمتي بـــــالنّعَمْ |
تجلّى مقامـــك حتى غدا |
بأنـوارهِ مثلَ طــودٍ أشـــمْ |
مقامكِ في شرقنا روضةٌ |
تفوح بعطر الهدى والقيَـمْ |
تنشّقتِ الشامُ من وهجهِ |
فأزهرَ فيهــا الإبا والشّــمَمْ |
مقامك بالزائرين ازدهى |
وصرحك بالمؤمنين ازدحمْ |
كأنكِ في "شامنا" كعبةٌ |
تطوف إليهــا جميع الأمــم |
فأنتِ الثريّا بقــلب الثــــرى |
ونورك يشـرق فوق القممْ |
فما لسواكِ يفيض القريض |
ومــــا لسواكِ يثور القلـــم |
فأنتِ لأمّتنا شمسها |
ولحنُ السمــاء على كل فمْ |
أتيتك أشدو شعري لعلّي |
أطيرُ إلى العالـم المحــــترمْ |
لعلّي بمدحكِ ألقى وجودي |
وأزحفُ نحو المقام الأهــم |
أتيتُ لأُحيي الزمان الذي |
تــأجـــجَ فيـــه لهيبــاً ودم |
لأبصرَ وجهك شمس الضحى |
ولون حجابــكِ لون العَنَــمْ1 |
وألثمَ أرضَ الطفوف التي |
تؤرّخ مجد الفِدا والقـــسم |
وأَكبِرَ نهر الفراتِ الذي |
توضّأ بالدّم مـــــنذ القِـــدَمْ |
وأغسلَ وجهي بماءٍ بهِ |
أريجٌ بجرح الحسين التحمْ |
أزينبُ ماذا أقولُ لوشمٍ |
|
وماذا يقول اليراع الذي |
عليـــهِ ظلام الزمان ادْلَــــــــهَمْ |
وإن راح شِعري يعذّب قلبي |
فمَنْ بين شِعري وقلبي الحَكَـــمْ |
فأنتِ لقلبي الدواء الـتذي |
يُضمّدُ جرحي ويمحو السقــــمْ |
فإنكِ من آل بيتٍ كــــرام |
أعـــــزَّهمُ الله قــــــدراً وكــــمْ |
فلولاكمُ لمْ ترَ العينُ نوراً |
وكـــان ضمير الوجــود انعَـدمْ |
فأنــــتِ بأمتـــــنا أمـــةٌ |
تثيــــــر بقلب الزمـــان الهِمَمْ |
وأنت منارة شعبي التي |
على راحتيــها يصلّي العَلَــــم |
فلولا جهادك كنّا دُمــىً |
وكنّا عبـــيد الظــلام الأَصـــمْ |
ولولا وجودك في كربلا |
لما ذاقتِ الشمس طعم الحِمَـمْ |
كفانا افتخاراً بأنكِ بنــتُ |
أميـــر البيـــان وربِّ القلـــــم |
وأنكِ أُختُ الحسينِ الذي |
بسيـــفِ العدالـةِ أحيا الأُمــــمْ |
1- العَنَم: الأحمر بلون الدم.