قالت وتبكي كالنسا تبدي شجاً | من ألفِ عامٍ لم تزلْ تحيا الألمْ |
فأجبْتها أيعيبُ ذاك ذوي اللحى | لو كان ذاك لكان يعقوبٌ كتمْ |
قالتْ فما سرُّ الدّموع تهامرت | حرّكتَ حتّى الصخرَ أبكيتَ الصّنمْ |
قُلتُ اسمعيني إنّ قلبي مثكلٌ | من ألف عامٍ مَبسمي لا ما ابتسمْ |
فتعجبت وتعجّبَت قالت ألا | اشفِ الفضول فكيفَ أنّى ثمَّ كمْ؟! |
فبكيتُ حيناً قلتها وبغصّةٍ | في قصّتي بطلٌ وحربٌ ثمّ دمْ |
أسمعتِ عن شطّ الفرات وكربلا | والماء رغم الظامئين إلى سجمْ |
قالت فأنبئني بذاك شغلْتني | فأجبتُها صبراً فقد غصَّ القلمْ |
بطلي كميٌّ جدّه خيرُ الورى | من ولدِ فاطمةٍ ومعيار الكرمْ |
قد رام إصلاحاً لدين المصطفى | من بعد حُكم ذوي السفاهة والوَخمْ |
حُكم السفيه يزيدُ كان ملاعباً | للقرد خمّاراً وليس بمحترمْ |
رفض الإمام بأن يبايع كافراً | ليزيد كلُّ نقيصةٍ كلُّ الذَّممْ |
ومضى وأرض الطفّ كانت موعداً | إذ خانهُ الدّاعون ما راعوا الذِّمم |
قد قدّم الأهلين كُرمى دينهِ | والصَّحبَ ثمّ الموتُ يفتك بالهِممْ |
من ثمّ أمسى في الطفوف مجندلاً | والرأسُ فوق الرمح قرّحَه السغمْ |
حرمُ الرسول تساق في أغلالهم | ضرْب السياط وشتمهم وكذاك هَمْ |
قالتْ كفى قرّحت قلبي فابكهم | فبُكاك فيهم ليس يكفي والندمْ |
قل لي فمن ذاك الشهيد بكربلا | ذاك الحسين أجبتها والدّمعُ دمْ |
قالتْ فزدني، قُلتُ: تدعى زينباً | قالت كفى في اسمها كلُّ الألمْ |
محمد يحيى حجازي