مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشكلتي: شبح الموت يلاحقني

ديما جمعة فوّاز


السلام عليكم، اسمي كرّار، عمري 21 عاماً، طالب جامعي، والشقيق الأكبر لثلاثة إخوة وفتاة. توفّي والدي منذ أشهر نتيجة مرض خبيث، وقد عانى الكثير قبل وفاته Mجرّاء متابعته العلاج، فابتعدت عن الرفاق والدراسة وأصبحت أنيسه ورفيقه حتّى توفّاه الله.

وفجأة صارت مسؤوليّات الأسرة ملقاة على عاتقي، لا أقصد الناحية الماديّة، فأعمامي تسلّموا زمام الأمور بشكل جيّد. ولكنّنا على صعيد أسرتنا الصغيرة نعاني الكثير؛ نحن دوماً نتحدّث عن والدي وعن الفراق وأشهُر المرض. له في كل غرفة صورة وتلك الابتسامة الجميلة التي لم تفارق شفتيه رغم الوجع. أشعر أنني فقدت الثقة بالحياة.. أنا اليوم مسؤول عن سلوك إخوتي ومتابعة وضعهم المدرسي الذي يتدهور نتيجة الحزن على غياب الأب. كما إن أختي الصغيرة ذات السنوات العشر دوماً تستيقظ ليلاً باكية لأنها تحلم بأبي.. أشعر أنني أصبحت ضعيفاً وأنّ ظهري انكسر. طوال الوقت أفكّر فيه، وأخشى على أمي وإخوتي من أن يصابوا بأيّ أذى، لدرجة أنهم يشتكون دوماً من أنني أخنقهم بوساوسي. هل أصبت بالوسواس والرهاب من المرض والموت؟ ماذا أفعل؟ كيف أستطيع أن أكمل الحياة وحدي؟

الصديق كرار، تعازينا الحارة لك، وندعو الله أن يرزقك الصبر لتتمكّن من تخطّي هذه الأزمة الصعبة في حياتك. وسنورد لك مجموعة تحليلات ونصائح لوضعك النفسيّ:


1- لا شكّ في أنّ فقدان الأب صعب ومؤلم. ولكنّ الموت حقّ، وهذه حقيقة لا مفرّ منها، فلو مات كلّ إنسان حزناً وشوقاً إلى عزيزه لفرغت الدنيا من كلّ حيّ.. ولكن ممّا لا شكّ فيه أنهم السابقون وأننا اللّاحقون. ولعلّها حقيقة لا نستوعبها نتيجة طول الأمل الذي يشعرنا أننا خالدون.

2- لا شكّ في أنّ فترة متابعة والدك المرحوم للعلاج ومرافقتك إياه قد أتعبتاك نفسياً ولعلّك أُصبت بالاكتئاب خاصة أن رحيله جعلك تشعر بالمسؤوليّة وفقدان السند.

3- نتمنّى منك أن تراجع طبيباً ليصف لك بعض الفيتامينات أو الأدوية الخفيفة التي تريح أعصابك.

4- واجباتك تجاه إخوتك هي بالدرجة الأولى عاطفيّة، وسيتغيّر جوّ المنزل حتماً حين تتكيّف مع الواقع الجديد. حاول أن تحضن أختك قبل النوم وتطمئنها أنك قربها ولن تتركها، تحدّث مع والدتك عمّا يساعدكم لتخففوا قليلاً من الحزن المخيّم على المنزل، ادعم إخوتك وشاركهم المسؤوليّة ليتعلّموا الاعتماد على ذاتهم.

5- حفّز إخوتك بأن تقدّم مكافأة لمن يتحسّن مستواه المدرسيّ. اخرجوا في نزهات عائليّة إلى أماكن عامّة للترفيه عن أنفسكم.

6- اطلب مساعدة أحد أعمامك لتخطّي هذه الأزمة، وخطّط لاجتماع أسبوعيّ مع الأسرة الكبيرة.

7- إنّ تخطّي مرحلة الحزن على رحيل والدك سيشعره بالرضى، لأنّه يتوقّع منكم القوّة والمثابرة والقدرة على تخطّي الأزمات.

8- اجعل من ليلة الجمعة محطة أسبوعية لقراءة القرآن والدعاء عن روح والدك، وحاول طوال الأسبوع أن تستمدّ القدرة على الاستمرار.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع