مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الولي الفقيه قائد حركة التمهيد



إن الطاعة للإمام المعصوم عليه السلام والعمل بأمره قد لا يكون فيها شي‏ء من الشبهة، ومما قد تشكل به على طاعة غيره، لأن الإمام المفترض الطاعة والمعصوم قد دلَّ الدليل العقلي بحسب المذهب الشيعي، والنقلي سواء القرآن أم الروايات الشريفة عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام، على لزوم طاعته، وحرمة مخالفة أمره بل قد تصل إلى حد الكفر. هذا فضلاً عمَّا يدل على إمامة المعصوم عليه السلام من المعاجز والكرامات التي لا تصدر عن غيره ولو كان من الأولياء الصالحين.

أما لزوم طاعة غير المعصوم والعمل بولايته والالتزام بحكومته، طبعاً إذا كان عالماً عادلاً مجتهداً، فهي مورد للشبهة ولإيراد الاشكالات من العلماء وغيرهم، فيشكل مثالاً على دليل العقل والنقل. ومن هنا أدخلت مسألة ولاية الفقيه في متاهة البحث والدراسة، ولولا قوة المسألة وبداهتها لدفنت واندرست.

هذا الذي ذكر هو في النظرة الأولى، فطاعة المعصوم عليه السلام خالية من الاشكال والشبهة دون طاعة غيره. في أمر الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الأمر بالعكس فحسب العديد من الروايات يصل الأمر في الاشتباه بالإمام المهدي عجل الله فرجه إلى حد أن العلماء يشتبهون ويتساءلون عن كونه هو الإمام المنتظر وابن بنت محمد صلى الله عليه وآله، بسبب الأحكام المدفونة التي يظهرها حتى يقال إنه يأتي بدين جديد، ويأتي بحكم داود عليه السلام بأمور توجب الشبهة، مثل التحكم وهدم المساجد كالمسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله، إلى غير ذلك.

هذا إضافة إلى الإعلام المسيى‏ء والموهم ضد المؤمنين وحركتهم في ركاب الإمام عجل الله فرجه، وكثرة الخوف، وشدّة القتال. فمن لم يكن ذا معرفة ويقين قويين، ولم يتمسك بمرشد وهادٍ يهديه إلى الإمام ضل وانحرف وكان من أعدائه. من هنا وعلى مدى التاريخ كان العلماء هم الأدلة، والمرشدون إلى أصحاب الولاية، وكانوا أولياء الأئمة عليهم السلام وولاتهم ونوابهم وأمنائهم على رعاياهم. وبالنسبة للإمام المهدي عجل الله فرجه تشتد الحاجة إليهم وإلى هديهم لكي يصلونا بالإمام المهدي عجل الله فرجه. لما مر ولكثرة الفتن والحروب والفساد والخوف قبل ظهوره وحاله وبعده.

فالسالكون في سبيل التمهيد وتحضير أنفسهم ومجتمعهم لدولة الإمام عجل الله فرجه، الذين لا يقعدهم شي‏ء عن الدفاع عن الدين وشعائره وأهدافه ويواجهون أعداءه بكل ما أوتوا من قوة بأنفسهم وأموالهم وأولادهم. يحتاجون لمن يجمعهم على كلمة واحدة ونهج واحد وطريقة واحدة لا يختلفون فيها ولا يتنازعون، يتولاّهم ويتولّونه، يأمرهم ويطيعونه، ويوجههم نحو إمامهم المعصوم عجل الله فرجه، ويتوجهون لإمامهم بطاعته، فيعيشون روح الطاعة قبل اللقاء، حتى إذا نالوا اليُمن والبركة برؤيته كانوا أشد في طاعته والالتزام بأوامره ولا يخافون فيه لومة لائم، ولا يملُّون من العمل بين يديه. إن أحوج ما نكون في هذا الزمن الذي اشتد فيه الكفر علينا بكل أنواع الأسلحة والوسائل، في الاقتصاد، والثقافة والقوة العسكرية، ودخل بلادنا، واحتل العراق، وهمه كنوز هذه الأرض كما تعبر روايات أهل البيت عليهم السلام، أحوج ما نكون لولي يجمعنا كما اجتمع الكفر حول قيادة أميركا.

وهل هناك أفضل من ولي يترأس دولة مبنية على أسس الإيمان والتقوى، ويعمل لمصالح المسلمين في أقاصي الأرض وأدناها، وقد قاسى أنواع التعذيب والمشقات والآلام في طريق الجهاد، وواجه الكفر متمثلاً بأعتى قوةٍ في الشرق الأوسط نظام الشاه البائد ولم يخف ولم يتردد إلى جانب الإمام روح اللَّه الخميني رضوان اللَّه عليه. وبدأ الطريق من أولى خطواته حتى آخر مراحله وشمل أنحاءه المختلفة الروحية والعلمية والقيادية والعسكرية، حتى صار شمساً تضي‏ء طريق الجهاد، وأقرت بولايته آيات اللَّه العظام من أهل العلم والتقوى والورع والزهد، واستبشروا به قائداً نحو المهدي عجل الله فرجه فمهد الأرض وسير الأنصار خلفه منتظرين آملين بقرب الموعد، وفرحة الظهور، والشوق ملتهب بصدورهم لا يخففه إلا نور الولاية الصادر من هذا الولي القائد دام ظله الشريف.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع