فاطمة المبدر - السويد
شرايين الأرض تنبض بحرارة... تهتز الأرض... تتساقط من جبين السماء قطرات الندى...
زلزالٌ قوي يهزُّ الجذور... صراخٌ صامت ينبعث من مصدر المرارة... تهتز الأرض وكأنَّ
العالم سيولد من جديد... صمت رهيب يقتل سكوت الليل... وفجأة... تنشقُّ الأرض...
وتنكشف الغيوم المتلبدة في وجه السماء... فيولد المقاوم... وعلى جبينه وسام النصر...
تبدأ دموع السماء بالإنهمار... تغسل أوجاع الأرض وتسقيها... فيزول زمن القهر
والخضوع... زمن الاستسلام للطائرات السارقة بسمة الروابي والوديان... الثأر يسير
في شرايين الأرض... صرخة المولود صرخة بنادق...
صار يُنَشَّأ بين أغصان الأشجار المتعانقة... والصخور التي لا تتكسر... فوق الروابي
يرفع الراية... وفي الوديان يتربص بعيون الجهاد... العز محفور فوق جبينه... خلف
آفاق تطلعاته نتلمس نصراً مكلّلاً.. نبض قلبه خطوات المجد المتخذ سبيلَه بين
أزقة القرى... وفي عينيه الغضبُ يصرخ ثائراً... ملامح الأرض مرسومة في عينيه...
البنادق تتراقص فوق روابي نصره... دعوة أمِّه ترنُّ بأصدائها المباركة في أذنيه...
وترسم له سبيلاً نحو العلى... تشعره بالمسؤولية تجاه من يعي كم هي الأرض غالية...
وكيف أنَّ التراب ليس يُستبدل حتى بالولد... من جوف الأرض شعّ نوره... حتى ذابت
الجبال عند سحر ابتسامته... ورُفعت السماء على أعمدة مجده... حتى تبلسم الجرح...
وما عادت للأرض أوجاع...