زهراء مهنا
يا طيوراً عادت إلى أوطانها
تنعى أرواحها...
يا زهوراً زيّنت بنجيع الدماء
جنائز أفراحها...
من دروب الوجع...
من دموع الجزع...
ترسم معالم ربيع حزين
ملامح صمود وبطولات...
مدافن نعوش وعزاءات...
كذلك ربيعك جنين...
هناك طفل مذبوح...
ذاك شبل مطروح...
هنا كهل مجروح...
دامي الجسم ينادي بحنين:
انقذوا جرحانا...
اطفئوا النيرانا...
هيئوا الأكفانا...
ادفنوا شهدانا...
انثروا الريحان برفق ولين...
فلم يلقَ جواباً
سوى طلقاتِ نارٍ ومدافع
تهز المدى برنين...
ورمق السماء بجفن
يناجي الإله بوهنٍ
حتى خفت منه الأنين...
فقضى شهيداً ندي الجبين
وأمثاله كثير في اللاحقين...
أيّ شرعٍ يُقرُّ بهذا؟!
بل أيّ دين!!
وفي مشهد يسود فيه جرم اللئام
ومن بين انقاض وركام...
استفاق طفل هائم
لا يعرف أين هو قائم...
يصرخ: أمي، أبي، أخي
أين أنتم؟
لم لا تجيبون
هل أنتم نيام؟
أضيئوا لي شمعة
فأنا أخشى الظلام
وطال نداؤه
دون أن يلقى
جواباً أو قيام...
حينها أدرك الطفل
لم يبق له أهلٌ
نال منهم القتل
بموت زئام...
قسماً
بجراح كل قلب ذاب
وإن أمطر نيسان حقداً وعذاب...
وإن امتلك القوة قوم ذئاب...
وإن حكم الطغاة بشريعة غاب
سنبقى كالأسود ندافع
نحمي العرين...
نقهر المحتل
بعزم لا يلين...
حتى نخط بالدماء
نور النصر والفداء
من مداد جرحك يا جنين...
لندخل المسجد كما دخلناه أول مرة
بسلام آمنين...