مهداة إلى أطفال فلسطين‏

طفلَ الحجارة جُبْ ذراك دفاعا وأقم على جثث العتاة قلاعا
وارفع جبينك للسماء ولا تهن‏ فجنود ربك قد أتتك سراعا
واركض برجلك فوق هامات الثرى‏ فتراب أرضك من جفاك التاعا

والحق بركب محمد(*) كالفرقد سطعت دماه، وما تراه ارتاعا
الشمس شعت فوق آفاق الدنى‏ ولنور أفقك كنت أنت شعاعا
ومُدَامُ أهل الذل حبر قلامهم‏ وخطى يديك ترى دماك يراعا

بسفينة الأقداس قدسك أبحرت‏ وعلى السفينة قد سموت شراعا
مُزْنُ السماء روت ظماك فأصبحت‏ عرقاً على ساح الجبين انباعا
وحجارة الأرض السليبة سارعت‏ لتكون للبطل الصغير متاعا
وبفن أهل الإختراع لأجلها نسجت أيادي الثائر المقلاعا
صاحت وأنطقها الرماة بثورة إني أريد لأرضي استرجاعا

إني لأرفض أن أعيش بذلة أو أن أتيه لدى العتاة ضياعا
إني لأحتقر الضعيف وأزدري‏ من كان منا خائفاً مهواعا
وأشيد بالأبطال في ساح الوغى‏ أسد إذا جيش اليهود تداعى
للإنتفاضة قوم عزٍ ما ونى‏ وأبى لأصقاع المسيح بياعا
حب الشهادة قد تمكن منهم‏ وعن الجهاد لكم أبوا إقلاعا

شرف العروبة قد شروه بصرخة ردت صداها في السما أقواعا
عهداً فلسطين الحبيبة لن نهن‏ فرؤوسنا رامت ثراك صواعا
مهما نعاني في نوالك من أذى‏ مهما بنيت على الفراش صياعا
مهما ذئاب الغاب تغرز نابها في جسمنا مهما ننام نياعا
مهما الصهاينة استباحوا ظلمنا وتفننوا بقتالنا إبداعا
مهما تهاووا كالفراش لذبحنا ودماؤنا مهما تسيل إماعا

سنسير في درب الشهادة بالضحى‏ لنرد كيد المجرمين سواعا
طفل الحجارة قد عهدتك صابراً تهبُ اليهود من السلام صراعا
وتصيح يا إيران يا نور الهدى‏ يا من أتاك ذوو الجهاد هراعا
لك من قلوب الثائرين تحية يا من رفعت عن العقول قناعا
نفدت عزائم كل حكام الخنا وصبرت حتى العزم فينا شاعا
عهداً لروح اللَّه في عليائه‏ سنراك من شرف الجهاد شياعا

أوقدت جذوة حربنا مع من طغى‏ فتسارعت تجري الدماء شعاعا
أمل الجميع لأنت نور نضالنا قلبُ العداوة من رؤاك ارتاعا
فارقت دنيا الذل من درب التقى‏ لتقول للبطل الصغير وداعا

(*) الطفل الشهيد محمد جمال الدرة