بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أُذِنَ للَّذينَ يُقاتَلونَ بأنَّهم ظُلِمُوا أنَّ اللهَ على نَصرِهم لقَدير﴾
ثمَّة لحظات مصيرية حاسمة في تاريخ الشعوب تكون طبيعةُ القرار المُتَّخَذِ فيها ذات أثر فعَّال على أحقاب من عُمر تلك الشعوب.. فإمَّا أن يورثَ الأجيال المرارةَ والحرمان، والذُلَّ والهوان، وأما أن يُتحِفَها بالحريَّةِ والعِزَّةِ والسؤدَدِ والسعادة. في تلك الأيامِ، حين انهالت أولى معاولِ الهدمِ الصهيونيَّة على جذورِ المُواطَنةِ الفلسطينيَّةِ؛ على تلك الجذورِ العميقةِ المتأصّلة. ليَستبدلوا بها مُوَاطنَةٌ كاذبةً مختَلَقَة ليس لها أساس على أرض ترتبط بالمسلمين.
لو أن زعماءَ المسلمين والعناصِرَ الفاعلةَ في الأمَّةِ ومِن ورائهم الجماهير كانوا قد سجّلوا آنئذٍ حضوراً واعياً ومقاومةً جادَّةً، لما شهدت المنطقةُ اليومَ كلَّ هذه المصائب والمآسي، ولمَا تجرّعت مرارةَ الحنظَلِ من هذه الشجرةِ الخبيثةِ المتمثِّلةِ بدولة الصهاينة، ولما عانت ما عانته شعوبُ المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم خلال الأعوام الخمسة والأربعين الماضية.