مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

بأقلامكم: مع الصبح مشى ...


إلى الشهيد المجاهد محمد هاني أخضر " جابر "
عماد عواضة‏


كان الليل يرخي سدوله... غفى الحلم ونام على وسادة الشهادة...
كان غارقاً وأهدابه تشتبك مع بعضها البعض... وعيناه تحلم بالصبح...
تمتد إليه يدا والده... يلامس خديه...

بُني محمّد... قم... قُم يا حبيبي هذا رجع الصدى من كربلاء...
استفاق على الصوت الجميل... مسح الفأس... ودع أباه...

وألقى نظرة الوداع ومشى مشية الخاشعين... مشى أميراً متورداً... أخضراً جميلاً كفلقة القمر... ووجنتاه توردتا وردتان من يقطفهما للعروس القادمة على وتر الشهادة... الحالمة بالعريس القادم. مشى محمَّد بالعبق وبالحبق.. كان الزهر يفتح ذراعيه ويقيم الأعراس للصبح، كان الربيع يتفتح والعطر ينزلق من أكمامه، والزهر مصر أن يطيل الليل ساعاته وأن لا يعجل الرحيل بالفجر... وهناك في ليل السكين رآها فأتى... هي أمه رآها تأتي تحمل إليه شمعةً ليلة عرسه الأبدي.. تعالي أماه.. تعالي خذيني وردةً.. فأنا النخيلُ العاصفُ.. وأنتِ يا أماه الصحراءُ وقلبي الفرات تعالي يا أماه لنشكلَ كربلاء عله يعود الحسين ويسقي رضيعه قطرة ماء.. تعالي أماه‏ وراحت خيوط الفجر تشدُ النهار ومحمّد الأخضر ممعنٌ في الصلاة والقيام لكأنه الوداعُ دليلُ السفر.. جاءته العصافيرُ تقيم له عرسَ الشهيد الأخضر في حضرة الربيع وراحت الفراشاتُ تحوم وتموج تلقي على وجنتيه وشاح الشمس الأبيض استعداداً للعرس وتحملُ إليه قلب أمه ليكتملَ العرس فازدانت البقعةُ الطاهرةُ بأزاهير الصبحِ حمراء صفراء مزهوة والكلُ جاءَ ليشهدَ عرس محمّد عرس الأخضر في ربيعِ المقاومة... مشوا إليه ومشى إليهم فاشتعل الحنينُ وغدا قلبُ أمه وشمسُ العرس والعروس قادمة.

في الفضاءِ طائراتٌ.. طائرات حائمات ومحمَّد ممعنٌ في الصلاة ويده على الزناد والوردُ يضمه إليه إلى صدره كعناقِ السنبلة إلى صدرِ الفلاح. طائراتٌ طائرات والقلبُ لا يسقط ولا العينُ، والإصبعُ أبداً على الزناد ومحمّد لا يسقط رغم السهام الحارقة والغارات مصرٌّ أن يكملَ الصلاة يتناثر يتشظى هنا وهناك... يتوحد مع أجسادِ كربلاء والرؤوس يتلقى السهام بصدره ولكن القلبَ لا يسقط والرأس أبداً إلى كربلاء ويأتيه الصاروخُ يصرخُ أبداً أدافع عن ديني والعينُ على البوصلة والبوصلة تشيرُ للقدس؛ القلب والعين والملتقى. وهناك مشى إليه الإمامُ الحسين عليه السلام والأصحاب.. راحَ الحسين يتحسسُ الرأسَ والعباس يجمعُ الأكف والحسينُ يردد بني ويناديه يا محمّد يا جابر، يا جابرَ خاطرِ الرضيع والحوراء زينب تعالَ بني تعالَ لنهاجر إلى كربلاء، ألم تقل تعالي أماه أنتِ الصحراءُ وأنا الفراتُ تعالي لنعلن كربلاء عله يعود الحسين ويسقي رضيعه شربة ماء ها أنا عدت بني عدتُ لأشهدَ لك مشهد كربلاء وأعودُ بكَ إلى حيث اللقاء هناك على ضفافِ كربلاء هناك اللقاء، وعادت لنا كربلاء.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع