بقلم: الشيخ سامر جوهر
قد يطمئن أي واحد منا إلى معرفته بإمام زمانه فيظن نفسه
عارفاً بإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف معرفة وافية وكاملة ولكنه قد يفاجأ
أحياناً بأنه يجهل العديد من الأمور التي تتعلق بصاحب العصر والزمانعجل الله تعالى
فرجه الشريف ولذلك كان من الضروري أن يسأل كل منا نفسه إذا كان يعرف الإمام المهدي
حقاً وان يبحث عن المعرفة المطلوبة لأنه لا يكفي حفظ الهوية الشخصية للإمام الحجة
عجل الله تعالى فرجه الشريف فقط بل هناك مراتب أعلى وأكمل.
وسوف نتعرض في هذه السطور إلى المعرفة الشخصية للإمامعجل الله تعالى فرجه الشريف
والتي هي الأساس الذي تستكمل بعده المعرفة الحقيقية للإمام من خلال العمل في نهجه
عليه السلام والتمهيد له وحسن انتظاره. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: "من
مات وهو لا يعرف أمامه مات ميتة جاهلية" بل أكثر من ذلك حيث ورد عن الإمام
الصادق عليه السلام: "من لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتى يرجع إلى الهدى
الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة، فإن يمت على ضلالته، يفعل الله به ما يشاء".
* الهوية الشخصية:
الاسم: محمد بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف .
اسم الأب: الحسن بن علي العسكري عليه السلام.
اسم الأم: نرجس وفي رواية أن اسمها مليكة.
كنيته: كنية رسول اللّه صلى الله عليه وآله ويكنى أيضاً بأبي جعفر.
ألقابه: الحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وصاحب الدار
والحضرة والناحية المقدسة والرجل الغريم والغلام وغير ذلك وأشهرها المهدي.
تاريخ الولادة: ليلة النصف من شعبان سنة مئتين وخمس وخمسين، في أيام المعتمد
العباسي.
محل الولادة: سر من رأى.
نقش خاتمه: على ما ذكره الكفعمي أنا حجة اللّه وخاصته.
قال الشيخ المفيد: "لم يخلف أبوه ولداً ظاهراً ولا باطناً غيره وخلفه غائباً
مستتراً وكانت سنه عند وفاة أبيه "خمس سنين" آتاه اللّه فيها الحكمة وفصل الخطاب
وجعله آية للعالمين واتاه اللّه الحكمة كما آتاها يحيىعليه السلام صبياً وجعله
إماماً في حال الطفولة الظاهرة كما جعل عيسى ابن مريم عليهما السلام في المهد نبياً"،
وعمره إلى عامنا هذا 1167 عاماً.
سفراؤه: عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم
الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري.
* صفاته في خَلقه:
عن أمير المؤمنين عليه السلام : "أنه يشبه نبيكم في الخَلق والخُلق على خده
الأيمن خال كأنه كوكب دري" وفي رواية: "أفرق الثنايا أجلى الجبهة. وفي رواية:
أجلى الجبين"، وفي رواية: "أنه شاب مربوع القامة حسن الوجه والشعر، يسيل
شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه أجلى الجبين أقنى الأنف أفلج
الثنايا. وفي كتاب الفصول المهمة صفته بين السمرة والبياض. ويأتي أنه إذا خرج يكون
شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها".
* صفته في أخلاقه:
المستفاد من مجموع الأخبار أنه يشبه رسول اللّه صلى الله عليه وآله في خُلقه.
* أبرز المحطات
الولادة: في رواية أن الإمام العسكري عليه السلام بعث إلى عمته السيدة حكيمة: فقال
يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن اللّه تبارك
وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه فقالت: ومن أمه، قال: نرجس قالت
له: واللّه جعلني اللّه فداك ما بها أثر فقال: هو ما أقول لك. إلى أن تقول فكشفت
الثوب عنه فإذا به ساجد يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا به نظيف منظف فصاح بي
أبو محمد عليه السلام هلمي إلي ابني يا عمة... فافتقدت سيدي فلم أره فقلت جعلت فداك
ما فعل سيدي فقال استودعناه الذي استودعته أم موسى. وروى الشيخ الصدوق في إكمال
الدين أيضا أن أبا محمد عليه السلام أمر أن يشترى عشرة آلاف رطل خبزاً وعشرة آلاف
رطل لحما ويفرق وعق عنه بكذا وكذا شاة.
الغيبة الصغرى: وهي من مولده إلى انقطاع
السفارة بينه وبين شيعته وتكون بذلك أربعا وسبعين سنة هذا بناء على أن وفاة السمري
سنة ثلاثمائة وتسع وعشرين، وروي في كتاب الغيبة أيضا بسنده أن السمري أخرج قبل
وفاته بأيام إلى الناس توقيعاً نسخته: "بسم اللّه الرحمن الرحيم يا علي بن محمد
السمري أعظم اللّه أجر إخوانك فيك فأنت ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا
توص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن
اللّه تعالى ذكره وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي
من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر
ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم".
الغيبة الكبرى: وهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم
بالسيف، وفي عدة أخبار أنه يحضر مواسم الحج كل سنة فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا
يعرفونه.
* صاحب الزمان في القران
قال تعالى
﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ
﴾ هود/86 و﴿وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين﴾
القصص/5. عن الإمام الصادق عليه السلام في معنى قوله عز وجل "وعد اللّه
الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون
بي شيئاً" قال نزلت في القائم وأصحابه".
* الإمام المهدي عجّل الله فرجه في السنة النبوية
"المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقا وخُلقُا تكون له
غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما
وجورا". وفي رواية أخرى: "القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله
شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب اللّه عز وجل من
أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني".
* الحجة بن الحسن عليه السلام في روايات أهل البيت عليهم
السلام
"للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون
المرعى فلا يجدونه ألا فمن ثبت منهم على دينه لم يقسُ قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو
معي في درجتي يوم القيامة" أمير المؤمنين عليه السلام.
* سيرته عند قيامه: عن الإمام الصادق عليه السلام :
"إذا أذن اللّه له في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم باللّه
ودعاهم إلى حقه وأن يسير فيهم بسنة رسول اللّه صلى الله عليه وآله ويعمل فيهم بعمله
فيبعث اللّه جبرائيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول إلى أي شيء تدعو فيخبره
فيقول أنا أول من يبايعك أبسط يدك فيمسح على يده". عدد أنصار المهدي عجّل الله
فرجه وأسماء بلدانهم وكيفية اجتماعهم ورد أن عدة من يخرج معه أولاً ثلاثمائة
وثلاثة عشر رجلاً بعدة أهل بدر يجتمعون من أقاصي الأرض على غير ميعاد لا يعرف بعضهم
بعضاً، وروي أن بينهم خمسين امرأة وهؤلاء هم خواص أصحابه وروي أن معه صحيفة مختومة
فيها عدد أصحابه بأسمائهم وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم كدادون مجدون في طاعته
وما من بلد إلا ويخرج معه منهم طائفة إلا البصرة فلا يخرج منها معه أحد. جعلنا
اللّه من الذين يعرفون الإمام عجّل الله فرجه معرفة حقيقية، معرفةً تجعلنا ندعو له
ونستشعر وجوده من حولنا ونشكو له همومنا وشجوننا.