لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

آخر الكلام: حاربَت الاستعمار.. بقطعة قماش(*)


نهى عبد الله



كان الرصاص يتساقط كالمطر في الشارع. حاولت خديجة، كصديقاتها، الهروب من وجه البنادق، فاختبأت في زقاق ضيّق ونظرت إلى حقيبتها، فقد نجحت اليوم في إنقاذها باستثناء كتاب التاريخ "المسكين"، الذي سقط بسرعة. أحكمت ربط حقيبتها المثقوبة ووضعتها خلف كتفها، وثبّتت حجابها وسلكت طريق المنزل.

لم يكن المنزل أفضل حالاً من الشارع، فما إنْ دخلته، حتّى انتزعت والدتها الحجاب عن رأسها، ولوّحت به غاضبة: "إلى متى سأبقى خائفةً عليك بسبب هذه القطعة من القماش؟! لم أعد أحتمل، اقرئي الرسالة التي وصلتنا اليوم، تهديد مباشر بقتلك!! لا نريد مشاكل مع الحكومة التي منعت ارتداء الحجاب، هم يعتبرونكنّ متمرّدات... لا أريد لك الموت، لا حجاب بعد اليوم.. نهائياً..".

كان الجميع في المنزل ينظرون إلى خديجة كذلك، لكنّها كانت ترفض سياسة الحكومة المتأثّرة بالاستعمار الأجنبيّ، الذي يحاول عزل الناس عن مفردات انتمائهم الحقيقي ودينهم.

اختبأت مع حزنها في غرفتها، حتّى الصباح. طرقت والدتها الباب لتنبّهها: "المدرسة اليوم دون حجاب"، فأجابتها: "أنا جاهزة". وخرجت... لم تصدّق والدتها ما رأت، فصرخت: "بربّك! ماذا فعلتِ برأسك؟!"، أجابتها خديجة: "أنا جاهزة لأطبق نظام الـ "لا حجاب"، ولا الشيء الذي يدعو إلى الحجاب أيضاً". بكت والدتها: "قمتِ بتشويه نفسك، كيف ستخرجين وأنت صلعاء تماماً؟!".

اتّجهت نحو الباب مجتازةً والدتها بثقة: "إن كنتِ تخجلين من تشوّهي، لن يكون لديك مشكلة أن أضع "القماش" ليستر هذا التشوّه، أظن أنّ الحكومة كذلك"، ووضعت حجابها على رأسها وانصرفت.


(*) مقتبسة من حادثة إبّان الاستعمار الفرنسيّ للجزائر.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع