سلامٌ إلى الشهيد القائد حسين خليل منصور (حيدر عيتا)(*)
أخي حسين.. سلام الله عليك في عليائك، أنت يا بدراً أشرق في يوم غيابه، وفي محرابك
تجلَّت مدارك كمالٍ ما رآها ذو حسب إلّا اعترف، هنا الصراط وهنا الميزان، هنا سجدتِ
الملائكة لآدم عليه السلام. هنا صافح محمّد صلى الله عليه وآله وسلم الأنبياء يوم
المعراج نبيّاً نبيّاً، هنا افتدى عليّ عليه السلام بنفسه رسول الله ليلة هاجر، هنا
كان البصر بصيرةً فراحت تصغر في عين العظيم العظائم، فكان عليٌ عليه السلام يقول:
ما قلعته إلّا بقوّة ربانيّة، وأنت كنتَ تقول ما قتلتُهُ ولكنّ الله قتلَه، وما
رميت إذْ رميت، ولكنّ الله رمى.
سلامٌ عليك في طيبك وعزيمتك وتواضعك، فقد تعلّمتَ من مولاك عليّ عليه السلام، كيف
طلَّقَ الدنيا ونظر إلى رضوانٍ من الله أكبر، فهنيئاً لك يا حيدر عيتا مع حيدر، فقد
رفعتَ رأس بلدتنا عالياً حتى كادت تناطح السحاب. فحقٌّ لك أن نقول فيك: "حيدر عيتا
من حيدر، وهذا الشبل من ذاك الأسد".
السلامُ عليك في عليائك من مقامٍ حباكَ الله إياه واختصَّنا به، ففي ليلة قبض أمير
المؤمنين عليه السلام طافت بنا رؤيا نبيّ الله إبراهيم عليه السلام: أن شاء الله أن
يراك شهيداً. ولسان حالنا امضِ لأمر ربّك ستجدنا إن شاء الله من الصابرين، فمضيتَ
صائماً، غريباً محتسباً شهيداً في ليلة جمعة،ٍ واستحال دمك زمزم وشهادتك ميقاتَ
حجٍّ، وجاءتك بالحبّ تسعى إليك قوافل المحبين.
في يوم عروجك معذرةً لو بكيناك. آهٍ.. آهٍ يا لوعة الفراق. أنت يا عظيم حبّ القلب
وكلّ القلوب يا أخي... فوالذي فلَقَ الحَبَّة وبرأ النسمة، لولا ما كتب الله على
نفسه من قيام إمامٍ قائمٍ ظاهرٍ ناطقٍ بالحق من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله
وسلم لقلتُ فيك: لا طيّب اللهُ العيش بعدك يا حيدر، وسيبقى ألمُ الفراق يكوي القلبَ
ولو عُمِّرتُ الدهرَ في عمري(1).
أخوك ورفيق عمرك حسن منصور
(*) استشهد دفاعاً عن المقدّسات، بتاريخ 13/07/2015م
1- جزء من المرثية اختارته المجلة.