...ولهفتي على الغائب الباكي على جدّه الحسين عليه السلام، ولهفتي لقلبه الحزين
المنتظر.
الأربعون تتجدّد وفيها دماء تسقط على ثرى كربلاء الطهر والقداسة، فيتجدّد سواد
الآلام، ويشدّ قلوبنا البيضاء الحنين إلى تلك الأماكن التي كرمها الله بأوليائه
فكرّم بها بني البشر.
وتشخص عيوننا إلى زوار أبي عبد الله عليه السلام، نغبطهم ونرثي لحالنا ونحن العشّاق
البعيدون مسافة والقريبون روحاً وحبّاً.
ودموع متقاطرة على الوَجَنات، تخاطب ذاك المعشوق بأحرف النبضات وفواصل الدقّات.
تخاطبه منكسة الرأس لعظم المصاب ولبعد اللقاء.
وشموع تتمنّى لو أنها تراب على قدمي زائر يحاكي خطواته المتجهة نحو كربلاء.
إلى تلك البقعة حيث كفا أبي الفضل تمتزجان بحيرته، حيث سُكَيْنَة تنادي العطش
والأيتام يبحثون عن الأمان في أحضان صابرة آل محمد.
تلك الهاشميّة التي وقفت رغم الأحزان وثبتت وسارت على خطى الزهراء الزكيّة.
إليك يا كربلاء شَدّوا الرحال.
فيا ابن الحسن. يا من تزور جدّك في أربعينه، وتبكيه صباحاً ومساءً، منتظراً أمر
الله سبحانه وتعالى للأخذ بثأره.
أوصل سلامي الغارق في بحور الحروف المتلألئة عشقاً وشوقاً له وفي أمواج الحنين.
أوصل سلامي لعلَّ الحسين عليه السلام يرأف بحالي ويأذن لي يوماً بشرف الزيارة.
فعليكم منّي السلام يا آل محمّد الكرام، وجعلنا الله من السائرين على خطاكم.
إناس جواد