إيفا علوية
ينظر أبناء أمتي إلى الحياة نظرة عارف سلك طريقه متجهاً
نحو سمو الهدف، متسلحاً بالعقيدة والمبدأ صراطاً للوصول ومنهجاً يرسم له خطوات
المسير.
من أبناء أمتي مقاوم تربَّى في أحضان البطولة، فعُلِّق على كتفه السلاح
وساماً، ورُفع على جبينه شرف النصر آيات عز حفظها الزمن تراثاً حياً في تاريخ
الحضارات. ومن أبنائها رجال أقعدتهم الجراح فوقفوا في وجه آلامها وقوف الجبال في
مهب الريح، وسلبهم القدر نعمة البصر فازدادت بصيرتهم وصارت عيونهم مساكن أنوار
قدسية، وحرمتهم العافية حس السمع فحولوا آذانهم كهوفاً لترداد أصوات الحق ونداءات
الروح.
في أمتي أناسٌ خطفتهم أيادي الغدر، وكبَّلتهم قيود الشرّ المطلق وسجنهم جلادوها خلف
قضبان القهر، فنسجوا من خيوط العذاب أثواباً للحرية يحلقون بها في فضاء التحدي
والعنفوان. وفي أمتي أمهات وآباء يحتفلون بأولادهم شهداء، يقيمون لهم أعراس الشهادة
ويفرشون لهم دروبها بالورد والرياحين.
هؤلاء هم أبناء أمتي، يسيرون أبداً في طريق
اليقين، جنود عاملون كالنحل لا يعرفون الهدوء ولا السكون..