مع الخامنئي | التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام* تسابيح جراح | من الانفجار... وُلد عزّ لا يُقهر عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1) مناسبة | التعبئة روح الشعب الثوريّة مجتمع | متفوّقون... رغم الحرب آخر الكلام  | إلى أحمد الصغير القويّ قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام سيرة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم نموذجُ الحياة الطيّبة الإمام عليّ عليه السلام مظهرُ العدالة والإصلاح برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام

الافتتاحية: أهل البيت عليهم السلام الجواهر النفسية والدرر الثمينة

الشيخ خليل رزق


"... لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفي‏ء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة"(1). بهذه الكلمات البليغة المطرّزة بألوان الذهب الغالي يقدّم لنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وصفاً لمقام أهل بيت النبوة السامي، ويكشف لنا بعضاً من حقائق هذه الجواهر النفيسة والدرر الثمينة.

وليكشف لنا في موضعٍ آخر عن هذا الكنز يقول:
"هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم... هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه..."(2). هو كلام ووصف يفي بحقهم لأنه صادر عمَّن هو خبير بهم، عارف بنهجهم، لا بل هو سيدهم وعظيمهم، ومؤسس ورائد دربهم العظيم. لقد شاءت الحكمة الإلهية أن تختتم النبوة بسيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله، وأن تستمرَّ هذه النبوة ورسالتها ومبادئها عبر صفوةٍ من الخلق اختارهم الله سبحانه وتعالى وأعدهم ليكونوا نبراساً منيراً وعلماً هادياً للأمة تهتدي به من ظلمات الطريق، وأرشدها الباري عز وجل إلى ضرورة التمسك به، فمن ركب سفينة أهل البيت وتمسك بحبلهم لن يضلّ أبداً، ولن يحيد عن صراط الله المستقيم، لأنهم باب الله الذي منه يؤتى، وهم الأدلاَّء على الطريق، وانطلاقاً من هذا قام أهل البيت عليهم السلام بأعظم وأهم دور تجاه رسالة الإسلام، فاستطاعوا أن يحفظوا هذا الدين، ويمنعوا عنه مؤامرات المنافقين، ويزيحوا شبهات المفسدين، وكيد الحاقدين والعابثين ممن لم يتحمَّل أن يبقى ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله على المنابر.

وتواترت الأخبار والروايات عند جميع الفرق الإسلامية حول ضرورة التمسّك بنهج أهل البيت عليهم السلام ومودّتهم، والتمسّك بهذا السرّ العظيم. وكل هذا لم يمنع من أن تبقى بعض الأقلام الحاقدة والعقول المقفلة والقلوب المملوءة حقداً وبغضاً من أن تشكّك في مقاماتهم وصفاتهم وعلومهم، وغيرها من المزايا التي منحها الله سبحانه وتعالى لأهل بيت العصمة عليهم السلام. ونحن وإيماناً منَّا بما صنعه أهل هذا البيت، وما قدَّموه من خدمات جليلة في سبيل تشييد أركان هذا الدين، وتأسيس دعائمه وإيصاله إلى الأمة صافياً نقياً، وبحسب تعبير الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه "الإسلام المحمّدي الأصيل"، نقدّم للقرّاء الأعزاء هذه الباقة من الموضوعات التي تحاول الاقتراب من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، لتلامس بعض حقائقهم وتكشفها لمن عميت بصيرته، علَّنا بذلك نحظى بشي‏ء من شفاعتهم ورضوانهم يوم القيامة.
والسلام‏


(1) نهج البلاغة الخطبة 2، شرح صبحي الصالح.
(2) المصدر نفسه الخطبة 237.



 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع