مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

موقف: أنت طالق

الشيخ محمد خروبي

نادت ابنتها التي كادت تبلغ أحد عشر عاماً، هي التي تتبع أمَّها في جميع الخطوات، فأمُّها مَثلها الأعلى.

قالت لها: انتبهي بنيّتي، سوف أضع القليل من "المكياج" على وجهي، وأسرّح شعري تسريحة عصريّة، وأرتدي ثياباً أنيقة، وأرغب أن تصوّري جمال أمِّك بعدسة هاتفي الجديد.

فرحت البنت كثيراً بأمّها، وبطلبها، وبالفكرة أيضاً، فقامت الأم بالتموضع التشكيليّ أمام الكاميرا، لتلعب البنت دور المصوّرة التي تتوق لإبراز أمّها بأجمل صورة ترضى عنها.

انتهت جلسة التصوير، وحان موعد انتقاء الصور وحفظها على ذاكرة الهاتف. أجرت الأم فحّصاً دقيقاً للصور، وبدأت تمسح الصور التي اعتبرَتها تقلِّل من جمالها، وأبقت على الصور التي تظهرها بمظهر جميل، وكانت تعبّر عن مدى سرورها بالدهشة والإعجاب بجمالها وأنوثتها، وكلُّ هذا، كان يجري على مرأى ومسمع من ابنتها.

أتى المساء. كان الأب يجلس على الكنبة، فسارت الأم نحو زوجها، بتخايل وثقة قائلة: "دعت أمُّك لك في ليلة القدر، لأنّك تزوّجت امرأةً مثلي". تبسَّمَ لكلامها، وهزَّ رأسه موافقاً، لكنه سألها عن سبب هذا الاعتداد بالنفس. قالت له: "انظر إلى أميرتك الجميلة"، ضغطت بإصبعها على شاشة هاتفها الذكيّ، دخلت إلى ملف الصور، وعرضت عليه إبداعها الصباحيّ. نظر "الرجل الشهم" بإعجابٍ لجميلته، غيرَ مكترث إلى أنّ هذه الصور الموجودة على هاتفها قد تنكشف لأشخاص آخرين، وأنّ هاتفها عرضة للسرقة أو الاختراق، وأنه موصول إلى فضاء واسع عبر الـ "ثري جي". إلّا أنه أثنى على جمالها، هازّاً رأسه، مُبدياً الرضا والإعجاب.

وبعد أيّام - لسوء حظّ الزوجة - تعطّل هاتفها، فما كان منها إلّا أن مَسحت، بعد عناءٍ، كلّ شيء منه، وذهبت إلى محلٍّ بالقرب من منزلها؛ لتستبدله بهاتف جديد. كانت تعرف صاحب المحل، قالت له: "نحن زبائنك، ونريد أن تخدمنا بهاتف جيّد وبسعر مقبول أيضاً، ولكن تأكّد أنّ كلّ شيء قد مُحي عن هاتفي القديم؛ لأنني كنت قد تصوّرت به دون حجاب". أعطت صاحبَ المحل تلك المعلومة بالمجان. اشترت هاتفاً جديداً ومضت في سبيلها.

أمّا صاحب المحل - قليل الحياء - فقد علقت في أذنه كلماتها أنها تصوّرت دون حجاب، فقام باسترجاع كافّة المعلومات التي كانت على هاتفها، وحصل على كلّ صورها، وبكل خِسّة وحطّة، قام بإنشاء حساب على الفايسبوك باسمها، ونشر فيه جميع صورها؛ فأباحها، وهتك سترها. وما هي إلّا أيّام - وبينما كان الزوج يتفحّص الفايسبوك - مرّت أمامه عدّة صور لامرأة أعجبه جمالها، لكنه لم يتعرّف إليها بداية، إلّا أنّه عندما حدَّق بإحدى الصور، بدت واضحة أمامه! فذُهل بما رآه؛ اشتدّ غضبه، مشى إلى زوجته، ضربها ضرباً مبرحاً، ثم طلقها.

والسبب صورة في المكان الغلط، وثرثرة بأمر خاصّ إلى غريب، واستهتار بالعِرض والشرف.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع