استشهد دفاعاً عن المقدّسات بتاريخ 30/4/2013
بسم الله الرحمن الرحيم، والصَّلاة والسَّلام على أشرف خلق الله وأعزِّ المرسلين،
سيّدنا ونبيّنا، حبيب قلوبنا أبي القاسم محمَّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله
وسلم، وعلى آل بيته الطيِّبين الطاهرين.
أبي الحبيب: أيُّها الصابر المحتسِب أمرك عند
المولى (تعالى)، على صدرك كنتُ أعلّق أوجاعي وآهاتي، وإليك أبثّ شجوني، واليوم
أحمّلك كلَّ الآهات والآلام (...). سامحني يا أبي فأنت كنت عنوان الكرامة والعزَّة
والإباء، أطعمتني عزّ الشهادة، وأشربتني ماء الكرامة.
أُمِّي الحبيبة: سامحيني إذا سمعتِ نبأ
استشهادي، فإنّي والله يعزّ عليَّ فراقُك. أُمَّاه لا تبكي عند قبري، ولتكن دمعاتكِ
قطرات ماء تغسلين بها قبري. وازرعي قُبلاتكِ عند رأسي تؤنس لهيب اشتياقي إليكِ. لا
تحزني فإنّي باقٍ في عيون الأطفال المتطلّعةٍ لبزوغ فجرٍ جديد.
أُمَّاه، وصيَّتي إليكِ أن تربّي أولادي وإخوتي على نهج المقاومة.
السَّلام عليك سيدي يا صاحب الزمان، روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمك الفداء.
سيِّدي: اظهر فهذا الجرح لم يُشفَ، وذاك السبي
لم ننسَ، وذاك الضلع لم يُجبر.
سيِّدي: اظهر ففينا عليٌّ عليه السلام في
المحراب لن يُضرب، وحتى فاطمة عليها السلام خلف الباب لن تُعصر، فوالله فينا لن
تُسبى زينب عليها السلام، ولن تُقطع كفوف قمر العشيرة، ولن يُذبح الرضيع عطشانَ.
إخواني المجاهدين: يا من أعرتم لله جماجمكم،
ورخّصتم أنفسكم لله، طوبى لكم لأنّكم سرتم في طريق ذات الشوكة، أوصيكم بأن تكملوا
الطريق وتحفظوا المقاومة، وإنّي أحمد الله وأشكره أن منّ علينا فجعلنا من خاصة
أوليائه، وفتح لنا باب الجهاد.
أبنائي الأحبَّة: يا فلذة الكبد والفؤاد، يعزّ
عليّ الفراق، ولكن كُرمى لعيونكم أزرع دمي، وأنثر جسدي، لتبقى لكم الأرض العزيزة
الكريمة يا أحبّتي. روحي ستبقى ترفرف فوق رؤوسكم، تقيكم برد الأعداء وحرّ الذلّ
والعار.
اعلموا يا أحبَّتي، أنّني ما تركتكم إلَّا لأنّي أحبّكم أكثر من نفسي. ضحّيت
بنفسي من أجل حياة سعيدة لكم من بعدي. أوصيكم أن تسيروا على نهج المقاومة التي
رسمها لنا القادة والشهداء، وارفعوا بيارق العزِّ والكرامة فوق جبين الشمس، وافخروا
بأنَّ والدكم قد قُتل لتحيوا وتحيا الأُمَّة عزيزة كريمة.
أخواتي العزيزات: حجابكنّ أفضل من دمي، كنَّ
كما كانت زينب عليها السلام صابرةً محتسبة لأمر الله. أخواتي لا تبكين عليّ، وانثرنَ
الورود في الآفاق، ووزِّعن الحلوى والهدايا كما في الزفاف.
العبد الفقير المحتاج إلى رحمة الله.
عاهد محمد سعادة (أبو رائد).