الشيخ يوسف
جادت لأجلك كل الخلق بالمقل
روح الإله وريث الدين والرسل
تهفو إليك الأشواق يدفعها
جرح تغلغل في الأكباد في عجل
وجد يدغدغ في الأرواح لوعتها
يرمي السهام حتى يبلغ الأجل
يا راكباً صهوة الأزمان يا علماً
يا بيرق الحق يا ترجومة الأزل
يا نفحة الطهر والإيمان، يا ملكاً
تحي البلاد والأرجاء بالأمل
ترقى النجوم والأفلاك في شمم
فوق الثريا، وتجني المجد في زحل
يا حكمة الصمت والأصوات تطلقها
نحو الطغاة تردي الشر كالبطل
يا قوة الحق يا نبراس عزتنا
يا مهلك الكفر يا موضع السبل
أنت الإمام فيك الناس قد ولهوا
أنت الفقيه يا فهامة العلل
يا محي الدين، يا ميثاق شرعتنا
قد جدت بالنفس والأبناء والحلل
يا نائب المهدي، قد عجلت نهضة
ترسي الدعائم تمهيداً لمقتبل
حار اليهود وكل الكفر في رجل
دك العروش بالآحاد والجمل
أردى الطغاة وأهل البغي شردهم
قد طأطأ الخلق بالأعناق عن خجل
كل النفوس تفدي اليوم تربتك
علمتها الصدق بالأقوال والفعل
هاجرت الذكرى، والأرواح مفعمة
قد هدها الشوق بالآهات والثكل
ترنو لمضطجع في خير مضطجع
يا سعد تربته من روحه الخضل
والجاء مبتسم هلّت منه فرحته
يستقبل القادم بالترحاب والزجل
قد صرت والجار في عرشين مبتعداً
تطوي الحجاب عن ذا الخلق في شغل
والآل حجتهم في خير مهبطهم
جاؤوك للتو بالرضوان والعسل
أما الشعوب يا ربي فلا عجبا
تبكي الإمام تأبى عنه من بدل
هذا الحسين عاد اليوم تصرعه
نثر النجيع غطى الكون بالوجل
فالحزن باق وذي الأفراح راحلة
في كربلاء قد حطيت مرتحلي
وليس يؤنسنا في ظلم وحدتنا
إلا بقية سيد في زحمة الدول
إن الولاية ميراث لقائدنا
نحني الرقاب طوعاً لخير ولي
فالأمة الكبرى طراً تبايعه
تعطي القياد زهواً تحمي ارث علي