مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نفحات وجدانية بمناسبة شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام

سليمان كتاني


جادت أقلام الأدباء، وتنافس في مديحهم الشعراء، وأثيرت على مضاجعهم قرائح العظماء، وانبهر في ساحتهم الباحثون وتصاغر في محضرهم الخالدون..
هم الراسخون في العلم، المطهرون.. هم الهداة الميامين.. هم أهل بيت العصمة عليه السلام.. فإلى قراء مجلى بقية الله نقدم باقة من أزاهير عشق الأدباء.
يا أيها الإمام الغارق في معجن اللطف
ويا أيها السيد الأنيق الساجد فوق القبب.

آراني الآن أنقر وتري إليك، وهو وتر ينغم فيك بعد أن نقعته بطيب حوَّشته - منك - وأنا أتلقف حروف كل صحيفة من صحائفك المبلولة بذلك! يا لذلك الكبير يسحقك بين يدي ربك! ويا لربك الأنصع والأكبر، ينشر ذل الطيبين عزاً فوق صهوات القناطر.

وإني الآن آتيك - لو ترى يا سيدي - من ذات الباب الذي دخلت منه: مرة للاختلاء بعمك الحسن "الكوثر المهدور"، ومرة أخرى لتذوق طعم العز المقطور من رذيذات الدم المفجور من وريد أبيك الحسين وهو "في حلة البرفير" وأيضاً من ذات المحراب الذي خشعت على لمسات عتباته وأنا أطيب نفسي، حيناً بين يدي جدك "النبراس والمتراس"، وهو الساجد مثلك فوق القباب، وحيناً آخر تحت ناظري جدتك الزهراء، الواقفة فوق لوحات الميدان، كأنها قضيب من رمح، أو كأنها "وتر في غمد"، ولكنها - أبداً - ملفوفة بكل قمصان أبيها! أما أبوها فهو جدُّك الأعلى، النازل على الأرض من أفاجيج السحاب، إني رأيت أنه هو "شاطئ وسحاب".

هؤلاء كلهم - يا سيدي - وهم خمسة خشع تحت القباب - قرع الباب عليهم قلمي، ودليلي أنه بهم قد طاب: ارتياح في نفسي استمر به مغموراً، وكلمة من طيب كانت تجيئني - مرة أثر مرة - من - أولياء آل البيت، كنت أجد فيها كل الثواب. أن آل البيت كانوا - دائماً - الداعين ريشة الأقلام للابتراء من مثل هذه الساحات.
وأنت، يا رابعاً في نول الإمام، ويا سادساً أنقُرُ عليه الباب، فإني أرجو أن يكون لي دخول مقبول تحت قناطرك الظليلة. عساني أراك كيف تنام بعين، وكيف بعينك الثانية تصحو فلا تنام. وكيف تغمر ألماً من مضيض التراب بأمل منسوج من فتيل السحاب؛ وكيف تشرب القرآن لينضح من تجعدات جبينك، ومن تدرنات ركبتيك، ومن مدارج طويتك، ومن أشعة عينيك. وكيف تمشي - هنا - مشي الهوينا، بينما تبدو هناك، رشيق العدْو خفاق الضياء.

عساي - أعود فأقول - أصيب فيك مدى الملم به حروف الكلمات، فاسمع أذني صدى ما حشوت عيني من نفحات، فإذا كنت غني الجمع منك وفيك، فاسمح لي بنوم قرير الوسادة - أو إذا كنت شحيح البلوغ، فارشقني بهزة من أرق أعدل بها ما قصرت عنه عين الرؤى، وعين النفس، وعين التوق إلى واحات الصفاء.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع