مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

في ذكرى الإمام الخميني: طبيب الإمام الخاص يتذكر


ما ننشره هنا بعض الذكريات لأحد محبي الإمام والمقربين إليه، وهو الدكتور مقدس بور الذي تشرف بخدمته لمدة تسع سنوات، وكان يعود الإمام 36 ساعة كل أسبوع لمراقبة قلبه وضغط دمه و... و...
أمضى عمراً في خدمة قلب الأمة الإسلامية النابض، ومع أنه كان عضواً في الهيئة العلمية في جامعة العلوم الطبية (أصفهان)، فقد وقف نفسه لسلامة الإمام القائد بدافع المحبة العظيمة له قدس سره.
ذكرياتي معه كثيرة، وما تعينني عليه ذاكرتي أذكره لكم هنا:


* تحمّل البلاءات
إحدى الذكريات عندي هي حول جَلَد هذا الرجل الإلهي العظيم، وصبره أمام البلاءات ومصائب الدهر. كانت الساعة تقارب 11,30 حينما كنا وآية الله صانعي جالسين في مكتب الإمام حيث اتصل بنا فجأة لنقل خبر تعرّض آية الله خامنئي للاغتيال، وبالطبع فإن هذا الخبر أوجد فينا اضطراباً شديداً ولكن كان لا بدّ أن نوصله للإمام، فطلب مني الشيخ صانعي كوني طبيباً أن أرتب الأمر بحيث لا يحصل أدنى تأثير سلبي على جسم الإمام ونفسه حال سماعه للنبأ.
فكرت أن أضع قرصاً مهدئاً في الشاي وأقدمه للإمام، وبعد ساعة حين يظهر أثره نبلغه الخبر بطريقة هادئة. قَبِل الشيخ صانعي هذا الاقتراح أول الأمر ولكنه قال: اسمح لي بأن أستخير الله، فجاءت الاستخارة غير جيدة أن نسلك هذا السبيل. لهذا قرر أن يذهب بنفسه وينقل الخبر للإمام..
عندما رجع قال لي: حينما وصلت إليه، كنت في غاية الاضطراب، ولم أكن أدري ما أقول، كان الإمام جالساً على سجادة الصلاة، وقبل أن أحرّك شفتاي للكلام، بادرني الإمام بالسؤال "هل اغتيل السيد خامنئي؟!" وعندما علمت أنه مطلع على القضية هدأ روعي.

الآن، من أين حصل الإمام على الخبر مع عدم مجيء أحد إليه قبل الشيخ صانعي، هذا ما لا أدركه في الحقيقة. وكأنه أُلهم بأن الشيخ صانعي قد جاء إليه ناقلاً الخبر، بادره بالسؤال ليهدئ من ورعه.
وهذا لا يعني أن الإمام لم يكن يهتم ويبالي للحوادث المؤلمة، ففي الوقت نفسه كان ذا حساسية شديدة، فهو يتحمل المصائب إلى أقصى حد، وفي الوقت نفسه يبحث عن أفضل طريق لحل المشكلات. ولهذا فقد طلب من الشيخ صانعي أن نرسل له تقريراً كل نصف ساعة عن حالة السيد خامنئي. كان يريد في التقرير معرفة ميزان ضغط الدم والتنفس والوعي والنبض... كان الإمام مهتماً إلى درجة أنه طلب تقريراً لا يهم سوء الأطباء... كطبيب أراد أن يتابع حالة السيد خامنئي؟

حادثة أخرى تبين مدى تحمله للبلاءات وهي حادثة انفجار مقرّ الحزب الجمهوري. عندما وصل خبر شهادة 72 رجلاً من خيرة أصحاب الإمام، فكرنا بأنه إذا وصل الخبر إلى الإمام فإن حالته سوف تسوء وهذا يؤدي إلى بروز مشاكل نفسية عديدة، كما حصل لنا - نحن الأفراد العاديون - من اضطراب.
ولكن الخبر يصل إليه، فيتحمل الفاجعة بكل سكينة وهدوء، وبذلك الخطاب التاريخي العظيم، أعاد الهدوء والسكينة إلى الأمة جمعاء. بالطبع، لو استُشِرنا لقلنا حينها: كان يجب على الإمام أن لا يخطب في ذلك الوقت، ولكنه سبقنا وألقى ذلك البيان العظيم. وهذا ما يدل على مدى صبره وتحمله الذي لا يوصف.

* الإمام وظاهرة الخوف
في هذا الصدد كنت قد سمعت من أهل بيت الإمام أنه كان قد قال في محضر من أعوانه وأنصاره: "إنني لم أخف في حياتي أبداً، ولم أعرف ما هو الخوف" وأنا قد لمست هذه المسألة فيه من الناحية الطبية. وهذا لأنه من الناحية الفيزيولوجية تزيد عند الشخص الذي يخاف نسبة الأدرينالين في دمه بشكل فجائي فتؤدي إلى زيادة ضربات القلب وبياض اللون وارتعاش الأعضاء وارتفاع ضغط الدم وغيرها من عوارض الخوف، ونحن طيلة الـ9 سنوات التي كنا فيها مع الإمام نتابع ضغط دمه ودقات قلبه لم نر أي تغير فيها. حتى في الفترة الأخيرة حيث وقعت أحداث كثيرة مؤلمة يمكن أن تؤدي كحد أدنى إلى زيادة ضربات القلب - كنا نستعمل الـ"تلي مونتير" الذي يسمح لنا برؤية دقات القلب رأي العينين وبمتابعة ذلك دقيقة بدقيقة - فإنّا لم نرَ أية زيادة في دقات قلب الإمام. مثلاً أثناء قصف طهران بالصواريخ وحيث كان الاضطراب يصيب الجميع، كانت آلة الـ"تلي مونتير" ترينا بوضوح أن دقات قلب الإمام لم تسرع أبداً، وحتى عندما كنا نأخذ مستوى ضغط دمه فإننا لم نلاحظ أي تفاوت فيه... كنا نستنتج دائماً أن الإمام وعلى أثر الرياضة والتهذيب قد سيطر على روحه وجسده تماماً.

* التنظيم والترتيب
المسألة الثانية التي سمعنا عنها جميعاً، وأتمنى أن تكون أسوة لنا نقتدي بها هي قضية التنظيم والترتيب في حياة الإمام الخاصة، لقد كان دقيقاً في مواعيد لقاءاته وقراءاته وعبادته ومشيه في الصباح والمساء في بيته المتواضع. باختصار فإن عبادته، صلاته وقراءته، أدعيته وسيره، وحتى نومه كان محدداً ومعيناً تعييناً تاماً.
كانت عادته أن ينام بعد العمل والنشاط اليومي في الساعة 10,45 لمدة ثلاثة أرباع الساعة نوم القيلولة، ثم يستيقظ من نومه دون أن يكون قد نام دقيقة أقل أو أكثر. وقد كنا نلتفت إلى استيقاظه من خلال الـ"تلي مونتير" الذي كان يظهر تغيراً بسيطاً في دقات قلبه، وهو لأجل الحفاظ على المواعيد لم يكن يعبئ منبّهاً، فقد كان ينام في الوقت المحدد ويستيقظ في الوقت المحدد أيضاً.
وفي الليالي لم يكن يترك قيام الليل بأي شكل. كان يصل صلاة الليل بصلاة الصبح دائماً. كان ينام في الساعة 10,30 مساءً. لقد كان التنظيم مسيطراً على حياته كلها، وبدون مبالغة كان يمكننا أن نضبط ساعاتنا وفق تحركاته.

* بكاء الليالي
النقطة التي ينبغي الالتفات إليها هنا - وكل حياة الإمام أسوة ومدرسة - تكمن في ذلك التضرع وفي تلك المناجاة التي كان يعيشها الإمام في صلاة الليل. نحن قد سمحت لنا الظروف أن نرى تضرعاته وبكاءه أمام المحضر الإلهي في الليالي الحالكة حيث كنا دائماً إلى جانبه، وحتى في تلك الليلة التي نقل فيها إلى المستشفى وكان مقرراً أن تجرى له عملية جراحية في اليوم التالي، استيقظ من نومه كعادته وقام إلى الصلاة، وقد عرضت هذه المشاهد على مرأى الجميع في التلفزيون حيث تم التقاطها بواسطة كاميرا خفية، ولكن مقطعاً من الفيلم لم يعرض لمصلحة ما، وهو لحظات مناجاة الإمام وبكائه في محضر ذي الجلال، ولو أني كنت أتمنى أن يعرض هذا المقطع أمام الجميع، حتى يعلموا أنه في الوقت الذي لم يكن للخوف مكان في حياة الإمام حيث كان يقف وحيداً فريداً لا يخاف أحداً ولا يخشى أحداً، كان في الجانب الآخر يقف أمام بارئه يبكي ويرتجف وتنهمر دموعه بشكل لا مثيل له.

وأحياناً وبناءً على مصالح وأسباب معينة، كنا نضطر أن نكون في ذلك الوقت من الليل إلى جانب الإمام، وبدون أن ينتبه، شاهدنا تلك الحالات الروحية العظيمة.
بعض السادة تصوروا أنه إذا رأى الناس ذلك المقطع من الفيلم قد يظنوا أن الإمام كان يخاف - مثلاً - من العملية الجراحية أو من الموت فيبكي لذلك، لهذا حذفوه من الفيلم، ولكن نحن الذين كنا نلازمه دائماً، وكان لنا هذا الارتباط الوثيق به، كنا نرى ان حالته تلك لم تكن لتختلف في ذلك اليوم عن سابقتها. لقد كان الإمام يعلم - قبل أن يشخص الأطباء - أن عمره الشريف قد انتهى وأن لا سبيل إلى شفائه، ومع ذلك فإن أي اضطراب أو خوف لم يطرأ عليه.

* متابعة إرشادات الطبيب بدقة
طوال مدة عملي كطبيب، لم أر مثيلاً للإمام من حيث اتباع الإرشادات الطبية بدقة. فإذا قيل له يجب أن تتناول هذا الدواء ساعة بعد ساعة مثلاً - وهذا خارج عن طاقة الإنسان العادي - فإن ذلك بالنسبة له وهو الإنسان الخارق في كل النواحي يكون سهل التنفيذ. كنا بصدد اختيار أدوية له ذات تأثير طويل ولكننا كنا نخشى أن يؤدي ذلك إلى نتيجة سلبية، وعندما عرضنا الموضوع على الإمام، قال: لماذا تريدون أن تغيروا دوئاي؟ قلنا له: لعلك لا تتحمل تناول الدواء ساعة بعد ساعة، إضافة إلى إزعاجنا الدائم لك. فقال قدس سره: "إنني لا أنزعج بأي شكل من الأشكال، ولا يلزم أن تسعوا لتغيير دوائي".
وهنا، لماذا كان الإمام ملتزماً بالأصول الطبية بهذا الشكل، فقطعاً لم يكن نتيجة العلاقة بجسده بحيث يريد أن يحافظ عليه دائماً وعلى النحو الأحسن، فالإمام في الوقت الذي كان فيه يتوكل على الله ويعتبر أن السلامة والمرض منه تعالى، كان يلتزم بالإرشادات الطبية جيداً، "أعقلها وتوكل"، ففي عين التوكل كان يعمل بإحكام لحفظ جسده لشعوره بالمسؤولية تجاهه. وإذا لم يكن هناك إحساس منا وشعور بالحاجة الماسة إلى وجود الإمام، فهو الذي أوقف نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين كان يشعر بذلك ولهذا كان عليه أن يحافظ على سلامته جيداً.

كان الإمام قد سمح لنا بأن ندخل إليه في أي وقت من الليل بكلمة "يا الله" كان يقول: عندما يكون لكم عمل معي فقط قولوا "يا الله" وادخلوا. فإذا قلنا "يا الله" كنا ننتظر أن يقول لنا "بسم الله" ثم ندخل، فننجز تلك المراقبة التي ينبغي القيام بها ونرجع. في تلك الأوقات الاستثنائية التي كنت أدخل إليه فيها دون أن أقول "يا الله"، لم أره يوماً يقطب في وجهي أو يقابلني بامتعاض، بل بمنتهى البشاشة. وهذا مما يدل على غاية صبره وجلده.

* الأدب والرقة المتناهية
أيام القصف الشديد لطهران بالصواريخ ولمدة ستة أشهر، شعرنا أن هذه الأحداث يمكن أن تجلب مشاكل عديدة، فتركنا مدينتنا وجئنا إلى جوار الإمام. واستمرت الأوضاع إلى أن وصلت إلى ذروتها أواسط شهر اسفند 1366هـ.ش. وفي أحد الأيام، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف حينما دخل عليّ الشيخ أنصاري وقال لي: "سيدي الدكتور: لنذهب إلى إمام" لم أسأله عن السبب، وذهبنا فوراً إلى الإمام الذي كان يسبح بسبحة في يده. عندما رآنا تعجب من هذه العجلة التي كنا فيها. ومع أن الشيخ أنصاري كان مأنوساً بالإمام ويتكلم معه بارتياح تام، لكنني في ذلك اليوم رأيته قد طأطأ رأسه وتلعثم في التكلم رغم كونه متكلماً بارعاً، وقال ما مضمونه: إن وضع المدينة صار بحيث أن أكثر أهلها هجروها أو أن الذين بقوا فلديهم ملاجئ. ومن هم في بيتك، وقد جمعتهم الدوافع العديدة، قلقون جداً من قصف الصواريخ، فلأجلهم إقبل معنا أن ننقلك إلى مكان آمن. كذلك كانت قد وصلتنا معلومات من معسكرات مختلفة تقول بأن العدو يريد أن يستهدف جماران بالصواريخ - وكانت القرائن العديدة تشير إلى هذا - فنطلب منكم أن توافقوا على الانتقال إلى مكان آمن.
أشار الإمام بمنتهى البرودة إلى بيت السيد أحمد وقال: "خذوا أحمد وعائلته واذهبوا" ثم تغيرت ملامحه وقال: "لن أغيّر محلي بأي شكل من الأشكال".
اعترت الشيخ أنصاري من جرّاء فشله في الوصول إلى مقصده حالة من البكاء، وكرر طلبه بلهجة أشد متمنياً على الإمام القبول. فتبسم الإمام وقال: "شيخ أنصاري إنكم تخطئون بحساباتكم. ثم لماذا هذه العواطف، تغلبوا عليها وليكن لكم السيطرة. وعندما رأى شدة الالتماس من الشيخ أنصاري قال برقة متناهية: "إذهب أنت والدكتور، وآتوا بخطتكم حتى أقول ماذا يجب أن نفعل"، سررنا جداً لقبول الإمام في النهاية. ومن شدة سروري، قبّلت الشيخ أنصاري وقلت له: إن جميع هؤلاء الكبار والمسؤولين الذين كانوا يطالبون الإمام بتغيير محل إقامته لم يقبل منهم، والآن ولله الحمد فقد وقع تحت تأثير كلامكم وقبل!
لم تمض عشرة دقائق حتى اتصل بنا السيد أحمد وقال: لا تتعبوا أنفسكم، فإن الإمام أراد أن يعتذر منكم بأدب، ولم يكن يريد أن يقول لكم: اخرجوا! لهذا قال: اذهبوا وأحضروا خطتكم، والآن قال لي: "لن أغيّر مكاني بأي شكل".

هذه الحادثة تبين كم كان الإمام مؤدباً ورقيقاً، وتدل أيضاً على شخصيته التي لا تقبل النفوذ، وفي الواقع، إن أولئك المساكين الجهلة الذين يظنون أن الشخص الفلاني أو المسؤول الفلاني داخل أو خارج بيت الإمام يملك تأثيراً عليه، هؤلاء لم يفهموا بسبب جهلهم بحقيقة الإمام، أنهم وجهوا أعظم إهانة إليه.

* العارض القلبي الشديد
وإن كان الخبر الأخير لمرض الإمام قد آلم الجميع، وأنا أشعر بأن هذه القضية قد قصمت ظهر الأطباء المجتمعين، ولكن لا بأس بأن تعرف أمة الشهداء أن الإمام طوال السنوات الثمانية الماضية قد أصيب بعوارض قلبية عديدة رغم كونه تحت المراقبة والعلاج باحسن وجه، ولعلي إذ أذكر بعض الحوادث الماضية عن مرضه أخفف من الآلام الناشئة من الحادث الأخير.
أصيب الإمام في الخامس من فروردين 65هـ.ش. بعارض قلبي شديد. كان الإمام في دورة المياه عندما أصيب بسكتة قلبية. جاء الحاج عيسى وأخبرني بأن حالة الإمام قد انقلبت، وبسرعة وبدون أن أبدّل ثيابي ركضت إلى بيت الإمام لأرى حفيده والسيد أحمد وزوجته والسيد رضا فراهاني يركضون أمامي قائلين: أسرع يا دكتور! قلت: ماذا حدث؟ قالوا: إن الإمام ليس بحالة جيدة.
دخلت، وعندما وصلت إلى دورة المياه رأيت الإمام وقد ألقى رأسه على الحائط ورجلاه على الأرض. المدهش هو أنني في تلك الحالة العصبية لم أضطرب أبداً ولم أرتجف، وبهدوء - وهذا قطعاً معجزة للإمام نفسه - تقدمت ونظرت إلى عينيه لأرى أنه في حالة "الميدرياز" الكامل - وهي أن يمر على توقف القلب عن العمل ثلاثة أو أربع دقائق، وتقريباً فإن عودة الحياة في هذا الظرف بعيدة جداً - ومن الناحية الطبية، فإن الأمل فيها بالنجاة بعيد جداً.

باختصار كان القلب متوقفاً عن الحركة كلياً وقد زالت كل علائم الحياة من الجسد. قلت للسيد فراهاني بان يأخذ بقدمي الإمام وحملناه إلى غرفته. وهناك مدّدناه على الأرض، وقررت بأن أقوم بعملية الإحياء أو "الريسي ستيشين"، أي أنني قمت بنفسي بعمل التنفس الاصطناعي والماساج القلبي. وكنت أقوم به وأنا في غاية اليأس.. ولكن، بعد عشرة دقائق وقعت المعجزة الإلهية الثانية وذلك عندما بدأ القلب بالعمل ثانياً، فبدأ القلب أولاً ينبض عشرة مرات في الدقيقة، فاختلط اضطرابي بسروري، وفارقني ذلك الهدوء العجيب، وعاد الخوف يملأ كياني. فصرخت: "أحضروا الشروم بسرعة والأدروبيم وكذلك جهاز الصعقة الكهربائية"، وكنت أصرخ وأنجز أعمالي بسرعة. فحقنته بحوالي ميليغرام من الأدروبيم، ولحسن الحظ فإن أثره ظهر بسرعة وازداد عدد النبضات إلى 45 ثم 50 في الدقيقة. وعندها عاد إليه الوعي من جديد وبدأ بالتنفس، فقال: "إن صدري يؤلمني"، فعرفنا أنه أصيب بسكتة قلبية حادة، ظهرت أولاً على صورة الموت الفجائي والتوقف التام للقلب ولحسن الحظ شفي وهدأ الألم بواسطة الدواء. وهذه الحالة - السكتة القلبية - من الاستثناءات الطبية، ذلك لأن الذين يصابون بها، يبدأون عادة بالتقيؤ وألم القلب، وهذه العلامات تبعث المريض على مراجعة الطبيب. ولكن أولى علامات السكتة القلبية عند الإمام كانت السكتة التي يسمونها "سدن دث" أي الموت الفجائي.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع