يا سرّ الأسرار، ويا عِتقَ الأبرار، أسيرُ محبّتك هذا القلب، فلا يبرح مكاناً أنتِ فيه، يا من حارت بكِ العقول لكنهك القدسيّ، ويا من تاهت الأفئدة عندما ضلّت طريقها إليك... فأنتِ الهاديةُ، وأنتِ المرشدة وأنت نهج الشهادة من نسج يديكِ.
عذراً سيدتي، يا قداسة الطّهر تحملينه بين جنبيكِ، ويا نور الإيمان يفيض من مقلتيكِ، ويا عِتقَ الزّهور يفوح من محيطك القدسيّ، ويا من ترتمي الجنّة عند قدميكِ، رحماكِ أمي، اعذريني، لأنّي اخترتُ الشهادة نهجاً، وكسرتُ فؤادك الرقيق العذب، لكنّك أنتِ دفعتني إلى هذا الطريق، وأرضعتني عشق الشهادة منذ الولادة، هذا طيفي يلملم دموعَكِ الغالية، وينشرها درّاً على قبري، فاصرخي بأعلى صوتكِ عالياً: هنا قبر ولدي، وأنا أمّ الشّهيد!
علي الرضا محمد شقير