مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشكاة الوحي: الأربعون



نواجه في الأحاديث المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعن أهل بيته الكرام تركيزاً كثيراً في شتى المجالات والمواضيع على العدد "أربعين" بالذات، مما يسترعي الانتباه والوقوف أمام هذه الظاهرة بين الأعداد والأرقام، كما أن القرآن الكريم عند سرده لقصص بعض الأنبياء العظام يومئ إلى دور هذا العدد في حياة النبي عليه السلام.


وبالتفصيل لما ألمحنا إليه من القرآن الكريم فإن القرآن الكريم تحدث عن قوم موسى عليه السلام وتقهقرهم على ما كانوا عليه من الكفر والضلال عندما تأخر عنهم موسى عليه السلام أربعين ليلة قائلاً:  ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (البقرة: 51) كما وأن القرآن الكريم قد جاء على ذكر قوم موسى عليه السلام وما تلقوا من العذاب في الدنيا بعد أن رفضوا الانصياع له عليه السلام متحدثاً  ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ  (المائدة: 26) بعد أن أمر موسى عليه السلام قومه بالدخول في الأرض

المقدسة حسب ما يحكي القرآن الكريم  ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِين (المائدة: 21) ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا  (النساء: 24) فتاهوا أربعين سنة في البيداء.

وفي آية أخرى قال تعالى: (عطفاً على الكلام السابق) مشيراً إلى مواعدة موسى  ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ - الأعراف (الأعراف: 142) فإن تمام الميقات كان زيادة العشر على الثلاثين ليصبح المجموع أربعين، والله أعلم وأدرى بالقصد.

وفي مجال آخر يربط القرآن الكريم بين بلوغ الأشدّ وكمال العقل لدى الإنسان من جهة وبين البلوغ للعام الأربعين من جهة أخرى حيث يقول تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين  (الأحقاف: 15). فمن هذه الموارد التي ذكرناها يتضح لدينا مدى أهمية هذا العدد وما يحتويه من مفاصل مهمة والمكانة التي لديه، وهنا لا بد من إشارة لطيفة ومهمة في الوقت نفسه وهو أنَّ كتاب الأربعون حديثاً للإمام الخميني كان قد انتهى من تأليفه عام 1358 للهجرة الموافق 1939م. وكان انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، أي ما بين تأليف الأربعون وانتصار الثورة أربعون سنة تقريباً.
وإلى اللقاء

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع