نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شعر: لأطفال النبطية في ذكراهم

ندى بنجك

الذين استشهدوا مع عودتهم من المدرسة

... ويا غَدَ هذا الوطن
كان الربيع وكانوا..
نبته، سحره ودلاله
وروداً تتغاوى
يتهامسن إذ تمرّ فراشة.. يتغامزن لعصفور واقف على شجيرة لوز، يختال بحسنه ودلاله.

كانوا..
دمعات المطر المنسابة على ورق الأشجار ومروج العشب الأخضر..
وفوق أمواج التراب البليلة مع صبح زهري.

كانوا..
بلابل الحقول الممتدة إلى آخر الضيعة..
يعزفون بنغم أنفاسهم ألحان الطفولة

كان الربيع وكانوا..
يأتون مع أجدادهم إلى الكروم
يطربوهم بكلماتهم البريئة، ولا ينسون نصيبهم من أعناق الذرة..
أو حتى.. يمرِّغون وجوههم وأياديهم بتربة الزيتونة.. قبل العودة.
عند المغيب.. يعودون إلى أمهاتهم حاملين باقات الدحنون وترابين الزعتر.

كان للأم عيدها وكانوا..
يُسائلون بعضهم في باحة الملعب..
ماذا سيقدمون هدايا لأمهاتهم..
دقّت ساعة الانطلاق..
وجاؤوا يخبئون في حقائبهم باقات الزهور.. وألف قبلة.

قال واحد لصاحبه..
على دفتري هذا رسمت صورة أمي..
سأعطيها إياها حين أصل..
ووصل كل النار إليهما..

أين صورتي الحلوة..
أين وجه أمي الذي رسمته..
والوردة تستصرخ أبواق النار..
كل الحقائب سبحت فيها الدماء..
كل الدفاتر مكتوب عليها بالشظايا والدخان..
"ستموت أنت طفل جنوبي"..
كل المراييل صارت مناديل، معلّقة فوق هذا "الأوتوكار" المدرسي..
كل الوجوه البريئة صارت مقر النار والقنابل..
كل العيون سيل من دم..

أين ضحكاتكم يا أطفال..
يا غد هذا الوطن..
أين الهدايا لأمهاتكم..

تعالي أمي..
خُذي الهدية..
خُذي الوردة رحيقاً من دخان ودم..

تعالي أمي..
لملمي جسدي الذي تمزّق.. ولحمي المحروق..
اغسلي الحقيبة من هذا الوله.. إن فيها "السندويش" الذي وضعته لي صباحاً..
وحبّات الحلوى..
امسحي عن دفاتري ما كتب بالنار: "ستموت أنت طفل جنوبي"..

لم أفعل شيئاً يا أمي..
لماذا في عيدي أُقتل..
لم أفعل شيئاً..
لم دمعُك مهراق.. لماذا دمي على كل الدروب والمفارق منثور..
لماذا حلمي مقهور مهدور..
لماذا ضحكتك مخنوقة..
لماذا ورودي محروقة..

تعالي أمّي..
لملميني..
وإلى صدرك عودي ضميني..

تعالي أمي..
في حفنة تراب وردة ازرعيني..
اسقني ماء عينيك ودفء روحك ولا تنسي كل يومٍ أن تَشُمِّيني..

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع