نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الافتتاحية: مجتمعنا والإسلام


في الماضي كنا نعاني كمجتمع إسلامي من فراغ هائل في موقع القيادة الإسلامية الكفوءة والمتصدية، وبحمد الله وفضله فقد طويت هذه الصفحة المظلمة بطلوع فجر الإمام الخميني، وبفضل صليل سيفه القاطع وصوته العذب ولهجته الحاسمة ونداءاته الجذرية الموقظة، وقد أعادت للأمة الإسلامية أينما كان من هذا العالم ثقتها بنفسها وإيمانها بالمدد الإلهي الغيبي الذي لا ينقطع.
وهكذا اليوم فقد استمرّ ظلّ الخميني قدس سره وارفاً بفضل جود تلميذه الفذ والخبير المتصدي واللائق الإمام السيد علي الخامنئي أدامه الله.

وعلى المستوى الآخر فقد عانت الأمة من الخلل الواسع في الجانب الفكري حيث كان أفراد مجتمعنا يبحثون عن المفكر الحي الذي يطرح الإسلام تحت الشمس فيعبئ ويبني وأيضاً يواجه الموجات الفكرية الإلحادية والعلمانية، وفي هذا المجال فقد قيض الله مجموعة نادرة من المفكرين أمثال آية الله الشهيد مطهري وآية الله الشهيد الصدر، والمرحوم العلاّمة الطباطبائي وغيرهم، طبعاً وعلى رأسهم جميعاً كان الإمام أستاذ الكل وهكذا اتسعت دائرة هذه الجمهرة التي عاشت المشكلة الاجتماعية، فيما له علاقة بالمسائل الفكرية والتربوية بصورة كان لها أكبر النفع.

لقد عمل الاستكبار كثيراً للقضاء على القيادة الإسلامية وإحداث الخلل المؤدي إلى فشل المشروع الحضاري، بالمواجهة العسكرية والسياسية تارة وبالمواجهة الفكرية والإعلامية طوراً آخر. وقد استطاع أن يتسبّب باستشهاد كثيرين ممن كان لهم الدور الكبير في بناء الشباب المستنير والثوري، وعلى رأس هؤلاء الشهيدين الصدر والمطهري.
لقد كانت المعركة وما زالت حامية ومستعمرة وبعد الفشل الكبير الذي مُنيت به دول الاستكبار الغربي والشرقي في الميادين المواجهة العسكرية فقد اتجهت وبشكل حازم هذه الدول إلى مشروع ثقافي اجتماعي واسع يقضي بتفتيت الرؤية الإسلامية في أذهان أبناء الإسلام، وإلى أحداث تيارات اجتماعية تفتقد لكثير من الأخلاقيات والسمات الإسلامية في الميادين الأسرية الثقافية، والاجتماعية وبين الأولاد وآبائهم وبين الجار وجاره، كالكرم والاحترام والتعاطف، والنبل والاستقامة والاحتشام وو...، وهذا هو الخطر حيث يعمل الاستكبار على تفريغ القاعدة الاجتماعية من محتواها الإسلامي.

لذلك يلفت الإمام القائد الخامنئي في إحدى خطبه قبل عدّة أعوام إلى أنّ المخاطر الثقافية أشدّ خطراً من تلك العسكرية، وفي خطاب أخير له يدعو فيه إلى الاهتمام بالتربية الشعبية الاجتماعية على أساس أنّ السمات الإسلامية الاجتماعية إذا سقطت والعياذ بالله فإنّ الأمة سوف تسقط وعندها يصبح المشروع الإسلامي حبراً على ورق.
وتعقيباً فإنّنا جميعاً مدعوون إلى استنهاض الهمم لدرس الهجمة الإعلامية الاجتماعية الشرسة والتي أخذت تغير بسرعة العادات والتقاليد الشرقية الإسلامية إلى عادات وتقاليد غربية صارخة.
إنّ هذه الدراسة ضرورية وملحة لجهة تحديد الخطو الواجب اتخاذها لتصحيح الوضع الاجتماعي المتهاوي.

إنّ الأمة بحاجة ماسّة إلى دم وإلى إصلاح لهذا المجتمع الذي بات الكثير من أفراده يدمن على تناول مخدرات، مخدرات من نوع آخر، مخدرات ثقافية اجتماعية وإعلامية تنفذ إلى العظم والرأس والقلب ونحن نتفرد باندماج ورضاً وأخطر من ذلك فإنّ هناك من يدعو الشباب والأخوات إلى التخفف من الأدبيات والخلقيات واللباس، وإلى اللهو، وراح البعض يدخل محلات اللهو والفليبر، ويلعب الورق، وفلت الزمام على مستوى الاهتمام بالأمور الجنسية العابثة، كما ذهب آخرون إلى ترويج المجلات الفنية والاجتماعية المبتذلة والرخيصة، كلّ ذلك تحت غطاء من الشرعية المصطنعة بينما نحن نفكر كيف نبني مجتمعاً يحمل الإسلام بعمق، إسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم إسلام الخميني الذي به نبني مجتمعاً إلهياً، وبه نبني المجاهد الصلب الذي يسفك دمه في سبيل الله.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع