مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خاطرة: كأنك الغد..

ندى بنجك


.. كأنك الغَدُ..

تكبُر فينا ولا تُفَارقْ..
لأنتَ الأمل.. وهل يموتُ الأملَ؟؟..
أنت الحلمُ.. ولن ينطوي الحلم..
تظل اليقظة والصحوةُ..
والثورة الثورة.. والشعلةُ..
خطوُك لنا.. صراط..
والعمامة.. مِشكاة..
والنبضُ مُنك.. خفقةُ زَمَنُ..
والصدرُ.. جَدَاوهل..
دفقةُ عدن..
لأنت الصوتُ.. والصدى..
والحياةُ.. كل الحياةِ..
رُغْمَ الردى..
يا دليلاً..
يا أصيلاً..
سُداكَ ليس يُسدي..
فذا كفك مرفوعاً.. ما زال..
يعتلي المدى..
ونحن نظلُّ نحتفلُ.. بالوطأةِ القدسيَّة..
وبالفجر.. والليالي العشر..
ننشرُ الفرجة..
نجدّد الأملْ..
ليوم فاض فيه النور..
وفيْء المهديّ انسَدَلْ..
مَنْ يَنْسَى.. لا أصْبَحَ في أمانٍ.. ولا أمْسى..
ومثل تلك العيونِ.. يا أنْسنَا.. لا تنْسى.. مثل تلك الصدورِ..
لا تنسى..
هذي تمجّد ذكراك.. بالدم.. بكل الوفا..
وألف حكايةٍ.. ألف صورةٍ.. عندنا..
تُنْبىء أنك حاضرٌ.. ولَمْ تُبارحْ..
تلك أمهاتٌ.. أرقُبهنّ.. يودِّعنَ أبناءهن..
يغْرِسن دروبهم.. تسابيحَ وأدْعية..
لا دَمْعَ ولا رَجَاء..
يودّعن أبناءهن..
ويُسرعن إلى صُنع أكاليلِ النرجسِ والأقحوان..
يجهْزن باقاتِ الوردِ..
ورَزْمَة أَكْفَانْ..
يودّعن أبناءهن..
وينتظرنَ عودتهم. فوارس. شهداءَ.. أحياء..
تلك العيون.. مَنْ أبْصرت، في عصرِها غير ضياك..
من أدّبها.. وعلّمها.. وصبّرَها.. سِواك.
لأنت حُبّ أحبابها..
أنت حنينها.. وحنانُها..
وذاك طفلٌ.. أتذكرُهُ.. جنب الموقدةِ.. كانْ..
تحادثه أمه.. وعيناهُ تحدّثانِ.. وتحدّقان..
في صورة.. تسمّر الجدار..
صار يسأل... ويسأل..
وملؤهُ شغف ولهفةْ..
من هو؟؟..
أين يحيا؟؟..
وأسئلةُ وأسئلةُ..
تفردُ الأم أعماقها.. وتهمس:
هذا وجههُ أشرق.. وحيّا...
وزّع الدفء على القلوبِ.. وأنْعَمَ الريّا..
غداً.. حين تكبر.. يا صغيري..
سأعلّمك كيف تذُوبُ فيه..
تشرب من سَيْلِ ثورته..
وتَغْرِفُ الجهادَ.. من مآقيه..
هذا ذِكره.. تقوى..
حُبّه أمانِ.. ومأوى..
غداً.. حيث تكبر.. تدرك أنه، قد كنت صغيراً أنت..
في عروقِك همسُه يشري..
وفي نبضكِ.. يُقيم.. ويَحْيا..
روح الله.. ها أنت..
الحديثُ في كل المراقدْ..
والحكاية والذكرى... تورق بين المواقدْ..
والثورة.. تُجدّدُ في سوح الجهاد..
والبأسَ تنهمر من الزنادِ.. وألف العناد..
فذاك النابتُ جنبَ الصخر..
تكبيرةً ورايةْ..
مَنْ همَسَ في عينيهِ..
وجَمّدَ دُموعَهْ..
مَنْ نفخَ في روحِه.. وألهب ضُلوعهْ..
مَنْ ألبسهُ الربوعَ.. سلاحاً.. وقِلادةْ..
مَنْ علَّمه أن الحياة..
شهادةً.. ثم شهادةْ..
لأنت الصمتُ.. الذي تكلَّمْ..
أنت الصنعُ الذي أثَّرَ.. وعلَّمْ..
وفصولُ الحياةِ.. أنت..
والمواسِمْ..
والذكرى.. لك.. تَخْلُدُ..
تُهدهِدُ المراسم..
وذا عمرنا.. كله بين يديك.. علمْ..
كل الدمعِ.. علمْ..
كل النزف علَمْ..
وكل الإباء..
كل الولاء.. عَلَمْ..
روح الله.. لأنت ذِكرَنَا وذِكْرانا..
فكل الحديثِ عنك.. والحكايا.. عَدَمْ..
أنت فينا حُلُم..
أنت فينا أمل..

جَناحٌ خافِقْ..
وحُبُّ دافِقَ..
نهيمُ في ذكراك..
نشتاقُك..
كأنَّك الغدُ.. تكبُرُ فينا ولا تُفَارِقْ..

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع