مروى حسين الدّر (*)
يتألف الدّم من البلازما والخلايا الدمويّة التي تشكّل الجزء الجامد منه، والتي تنقسم إلى كريّات دم حمراء وبيضاء، بالإضافة إلى الصفائح المتعدّدة. ونتيجة لغناها بالهيموغلوبين، تلعب كريّات الدم الحمراء الدور الأساس في نقل الأوكسجين إلى كافة خلايا الجسم، وتصنّف هذه الكرّيات الأكثر عدداً بين خلايا الدم (99 %). لذلك، يُعتبر الخلل في انتاجها السبب المباشر لفقر الدم أو ما يسمّى بالأنيميا، فما هي أبرز العناصر المشاركة في إنتاجها؟ وإلامَ يؤدّي نقصها؟ وكيف نتجنّب حدوث مشاكل الدّم؟
*أسباب فقر الدّم
1 - النزيف الحادّ إبان عمليّة جراحيّة، وبالتالي فقدان كميّة كبيرة من خلايا الدم.
2 - اضطرابات في النخاع العظمي المسؤول عن إنتاج الكريات الدمويّة.
3 - نقْص الحديد الذي يلعب الدور الأساس في تشكيل هيموغلوبين الدم.
4 - الإصابة بالأمراض المعويّة.
5 - نقص في الفيتامين ب 12 أو الفولات.
وانطلاقاً من السبب، تمّ التمييز بين أنواع مختلفة من فقر الدم وأشهرها:
أ - فقر الدم الحديدي
(Anémie carentielle ferriprive).
ب - فقر الدم الناتج عن نقص بالفيتامينات
(Carence en folate ou B12).
*فقر الدّم الحديدي
ينجم فقر الدم الحديدي عن نقص في عنصر الحديد الضروري للجسم، والذي هو المسؤول المباشر عن إنتاج الهيموغلوبين في كريّات الدم الحمراء. في حالته الطبيعيّة يجب أن يشكّل الحديد 4 غرام من وزن الجسم الذي يبلغ 70 كيلوغرام، والنسبة الأكبر من هذه الكميّة مسؤولة عن إنتاج الهيموغلوبين.
*نقص الحديد
من عوارض نقص الحديد في الجسم:
1 - تزايد في سرعة نبضات القلب (Tachycardie).
2 - صعوبة في التّنفس وانقطاع النفس بسرعة.
3 - شحوب البشرة وتشقّقات اللّثة.
4 - تساقط الشعر، وتكسّره وتقصّفه.
5 - هشَاشة الأظافر وسُرعة تكسّرها.
6 - ضعف الشهيّة، وضعف المناعة.
7 - انخفاض ضغط الدم.
8 - الشعور بالإرهاق، والتعب وضعف القوّة البدنيّة.
*كيف تعالج مشكلتك؟
لمعالجة الأنيميا أو نقص الحديد الحاد عدة حلول منها:
أ - تناول حبوب الحديد بانتظام 60 - 120 ملغ يوميّاً.
ب - الإكثار من تناول مصادر الحديد الغذائيّة، والتي توجد في: الكبد، أكثر الأطعمة احتواءً على الحديد - اللحوم الحمراء - الأوراق الخضراء للخضار كالسبانخ خاصّة - التّفاح - الشّمندر - الأسماك - التمور - بعض الحبوب كالفول والعدس.
والجدير بالذكر هنا، أن الحديد ذا المصدر الحيواني أكثر امتصاصاً من الحديد المتوفّر في الخضروات.
*الشّاي بعد الطعام..عادة سيّئة
ما يعلمه البعض أن احتساء كوب من الشاي وراء وجبة طعام (البقول خاصة)، يقلّل من قيمتها الغذائيّة. لكن، هذه الحقيقة العلميّة تسري على جميع المشروبات الحاوية للكافيين، كالقهوة أيضاً، لأنها تعيق عمليّة امتصاص الحديد الموجود في الطعام. كما يجب الالتفات إلى أنّ هناك عوامل أخرى تحدّ من امتصاص الحديد منها حالة الإصابة بالإسهال الحادّ المزمن.
وفي المقابل، مَن يعاني من ضعف الحديد (فقر الدم الحديدي) عليه أن يتناول مع وجبته المعتادة عصير الليمون أو السّلطة أو أي غذاء غني بالفيتامين (C)، وهو ما يساعد الجسم على امتصاص الحديد.
كذلك يصنّف الأرز والقمح والبرغل والحمضيّات من العوامل التي تساعد في عمليّة الامتصاص.
*فقر الدّم الناتج عن نقص الفولات B9 أو الفيتامين B12
الفولات B9: ضروري جداً للجسم ويسمّى أيضاً الفوليك أسيد وهو الفيتامين لإنتاج الحمضين الأمينيّين (Mehtionine, Thymidine). لذا يلحظ أنّ الحاجة إليه تصبح مزدوجة في حالة الحمل.
أما مصادره فهي: الأفوكا، الكبد، العدس، عصير الطماطم، الهليون، الخميرة، السبانخ، ونسبة قليلة في الشوكولا والبيض.
الفيتامين B12: ويسمّى بالكوبالامين إذ إنه يحتوي على ذرّات الكوبالت ويُعرف طبيّاً بالـ (DNA).
مصادره: اللحوم، الأسماك، الفوارغ، وقليل جداً منه في الأجبان والألبان والبيض.
*علامات نقص الفولات والفيتامين B12
يؤدّي النّقص بهذين النوعين من الفيتامين إلى النقص بإنتاج الـ .(Antianémique) ما يعيق عمليّة انقسام الخلايا الدمويّة، ويؤدي إلى وجود كريّات دم حمراء كبيرة الحجم (Macrocytose).
كما يؤدي إلى: شحوب في الوجه - جفاف الفم(Xerostomie) - الإحساس بالاختناق في الصدر - تنميل في الأطراف - تبرقع اللّسان وشدّة احمراره - عسر البلغ (Dysphagie) وآلام في الجزء العلوي من البطن.
*نقص الفيتامين B12.. خطر يتخطّى فقر الدم
للفيتامين B12 دور هام في تصنيع ميالين الأنسجة العصبيّة، فإنّ نقصه الحادّ يؤدّي إلى اضطرابات عصبيّة تضرب الجهاز العصبي لتصيب الشخص بصعوبة في المشي والحركة، وانخفاض في درجة الإحساس، وعوارض قد تؤدّي إلى شلل مفاجئ.
*متى نتعرض لنقص الفولات والفيتامين B12؟
يزداد خطر التعرض للنّقص في الحالات التالية:
1 - سوء التغذية.
2 - الإدمان على الكحول.
3 - الحمل والرضاعة.
4 - الإصابة بأمراض معويّة ما يمنع امتصاص الفيتامينات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص النباتيّين هم أكثر عرضة لنقص الفيتامين B12 إذ إنّ وجوده ينحصر باللحوم والأسماك فقط.
*تشخيص المرض
1 - إجراء فحوصات لتحديد حجم خلايا الدّم وشكلها (NFS-Orientation).
2 - مراقبة عدد دقّات القلب لدى المريض يبلغ العدد الطبيعي (70batt/min).
3 - فحص دم طبيعي للتأكدّ من عدد الخلايا الحمراء.
(*) ماجستير في علوم الحياة