مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعر: الشمس مصدرها الجهاتُ الأربع

الشاعر خليل عجمي
 

لمّا بدا نورُ الولادةِ يسطعُ

والحقُّ يظهر والبقيّة توضَعُ

والوحيُ أوحى للإمامِ مبشّراً

بولادةٍ شَمْلَ البريَّةِ تجمعُ

والشمسُ قد وقفت تسبّحُ ربَّها

والأرض للسرِّ الإلهيِّ تخشعُ

اللهُ ما أحلاك يا يوماً بهِ

قمرُ الزمان على الوجود سيطلعُ

ما إن هوتْ للأرض معجزةُ السّما

تسعى وأبواب السّماء تشرّعُ

وإذا بسامِرّاءَ بيتٌ طاهرٌ

من فوْحِ نرجُسِهِ الشذا يتضوّع

وإذا بسرْبٍ من ملائكة السّما

عند الإمامِ العسكري يتجمّعُ

نبأٌ عظيمٌ هزَّ أبراجَ الفضا

فالأرض تسجدُ والكواكبُ تركعُ

ما كادت الأنوار تختصر الأذى

بمباركٍ هو للإمامة مرجعُ

صاحت ملائكةُ الإله بمكة

الله أكبر يا بني البشر اسمعوا

اليوم قد وُلِد الإمام محمدٌ

وُلِدَ النقيُّ الطاهر المتضرِّعُ

ولِدَ الشبيهُ بأحمدٍ إشراقةً

ومهابةً فهو الحبيبُ الألمعُ

ولِدَ الفتى المهديُّ نوراً ساطعاً

ولنورهِ في كلِّ أرضٍ موقعُ

ولِدَ الذي يحمي رسالة أحمدٍ

وسيفه رأس الظلام سيقطعُ

ولِدَ الهُدى من غرَّةِ الفجر الذي

فيها أذان الصبح دوماً يُرْفعُ

فتألّقت بلقاهُ سامرّاؤهُ

وزها عليها ثوبها المتشيِّعُ

ولِدَ التّقى فالكون أصبح مُشرقاً

والشمسُ مصدرُها الجهاتُ الأربعُ

ما ظلَّ في الدنيا سراجٌ واحدٌ

إلّا وحين رآهُ راح يشعشعُ

سُبحانكَ اللهمّ يا ربّاهُ ما

هذا العطاء الهاشميُّ المبدعُ

زيَّنتَ دنيانا بأروع قائمٍ

فلهُ بأعيننا المكان الأروعُ

بمحمَّدٍ دين السماء قد ابتدى

وبمثلهِ خُتِمَ المقامُ الأرفعُ

يا قائمَ الدُّنيا ويا مهديّها

يا حُجَّةَ اللهِ التي بك تودعُ

يا منقذ البشريّة استغفِرْ لها

ربَّ السماء فإنّ بابك أوسعُ

إنَّ الزمانَ إلى ظهوركَ مُبطئٌ

فمتى الظهور إلى لقائكَ يُسرع

اظهرْ على الدنيا وأصلحْ شأنها

فالأرض دونكَ يا إمامي بلقعُ

فإلى لقائكَ يا إمام زماننا

للهِ ها هي أمّتي تتضرّعُ

فالأرض دونك لا سلام بها ولا

قِسطٌ ولا عدل ولا مَن يشفعُ

والظلْمُ عمّ الكونَ في أرجائه

والجَوْرُ في قتل المبادئ مُرْوعُ

حُكّام أهل الأرض قد فتكوا بها

وحروبهم ضدّ التشيّعِ شرّعوا

قد طال باع الشرّ فيها وانبرى

في كلّ يومٍ للحقيقةِ مَصرعُ

قد أوصدوا باب الحلال وشرّعوا

باب الحرام وبالجرائم فظّعوا

وعن الأذيّة والإساءة للورى

وإباحةِ الأعراض لم يتورّعوا

* * *
 

لكنْ تأكّدْ يا إمامي أنّنا

ما دُمْتَ فينا قائماً لا نخدعُ

ما دمتَ قائمَ آل بيت محمدٍ

فلغير ربّ الكون لسنا نركعُ

وبغير نهج المرتضى لم نلتزمْ

ولغير دين محمد لا نخضعُ

مولايَ عجِّلْ في ظهورك فالدُّنا

جفَّتْ كرامتها وأنتَ المنبعُ

خسئَ الذي قد قال إنك بدعةٌ

لا يعرفُ الإبداعَ مَن لا يُبدعُ

لا يُنكر المهديّ إلّا كافرٌ

في سمْعهِ من كفِّ مَرْحَبَ(*) إصبعُ

أبقيّة الله انتظارك قائمٌ

فينا وأنت القائم المتشفّعُ

يا وارثاً للأنبياء وحجّةَ

الله العظيم لك المراجع ترجعُ

قد خصَّكَ الرحمن باليوم الذي

فيه طُغاة الأرض سوف ترْكعُ

شعبان في ذكراك يبدو شامخاً

وعلى الثريّا نصفه يتربّعُ

في غيبتك بلغتَ أسرار السما

فالسرُّ فيك وقلبك المستودعُ

مولاي إنّ الدين فيك مُظفّرٌ

وظهورك استقباله نتتبّعُ

آنَ الأوان لكي تطهّر أرضنا

من كل رجسٍ فوقها قد أوقعوا

فالأرض لا يرث الهدى من أهلها

إلّا العباد الصالحون الركّعُ

والكون لا يزهو بنورِ محمدٍ

إلّا وفيهِ من هواكَ تشيّعُ


(*) مَرْحَب: عبد هند بنت عتبة الذي قتل حمزة بن عبد المطلب.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع