حنان محمد
لك أنت يا علي..
لأنَّةِ جرحك..
هذا الوجومُ في وجه الشمس... تحبو تئن خلفها الأفلاك تسير.. في موكب الوداع الدامي...
لك أنت يا علي..
لأنَّةِ جرحك الساكنةِ نياط قلبي...
خلجة ألمِ من روحي.. أطوف بها في مداد الكون الناحب.. تائهة بلا مأوى أروي من حنينها المتعب..
قصة من جرح إمامي...
لك أنت يا علي..
لأحداقك الموشاة برمَدِ السنين المضنية...
مناجاةٌ من وجداني.. أصوغها من وجع أيامي.. أبثها من عمق آلامي.. مكابدة حياتي..
وألم ذكراك.. قد شك أحلامي..
وإذْ بأشباج الظلام تسطو.. تسرق أمالي..
فأمضي في عتمة الدرب.. حَيْرى.. كسيرة القلب..
أرنو إلى حيث الركّب.. في الوداع الدامي..
وتمدُّ الوحشة ظلالها.. فتغشي أجفاني..
ألمحُ أطياراً تهاجر.. تقطع المدى.. بعجز تغادر ألمحها.. وقد سَبَغَتْ من دم المحراب أجنحة الهجران..
ثم راحت ترفل الأديم.. ودمْ من عمق الجرح يشخب وصرخة من عمقِ الجرح تصدح:
يا للظليمة قد شقَّ الغدرُ هامة الصلاة...
يا للظليمة قد حزَّ الكفرُ وريدَ الإيمان..
فإنَّى بعده لخلجة روحي الهناء؟...
أنَّى ليَ الهناء؟..
وقد أمسيت بالأنين أضج..
وفي زوايا الغربة أقبح..
يؤرقني لهيب الجوى...
أنة الأمير لا زالت تُسمعْ..
فعدتُ بعبء حسرتي.. وفي هجعة الليل..
أفردُ شراعُ الحداد..
أنادي بين أشياء.. متى؟.. متى أحظى بقرب اللقاء.. يا إمام الأتقياء.
إيهٍ مولاي..
هو دم جرحك.. يذيب أحشائي غضبا يعوم..
يفيض في موسم الذكرى..
فأعتلي به فوق الضعف.. وأرتقي به عن الهزيمة..
لأجول في المدى.. أنقب عن فطرة من دمك..
أروي منه بباب التراب ليشرئب..
وأخط به على أسفار الدهر... بداية ثورة..
أعلنت للأزل ميلادها..
فسلامُ عليك مولاي..
سلامَ مُوَدِّعِ لا قالٍ ولا سَئِمْ..