الوصية السياسية الإلهية
الإمام الخميني قدس سره
نظراً لأهمية الوصية التي كانت عصارة تجربة أعظم رجل عرفه القرن الحالي ونظراً لإمكانية تدريسها قمنا بتبويبها حتى يسهل فهم المقاصد، وقد وصل بنا المقام إلى الأصل السادس عشر.
أ- المعمّمون المعارضون للثورة
وصيتي لتلك الفئة من علماء الدين والمتلبسين بزيهم الذين يعادون الجمهورية الإسلامية ومؤسساتها بدوافع شتى ويصرفون وقتهم لإسقاطها ويعينون أعداءها المتآمرين وأرباب اللعب السياسية إلى درجة تصل أحياناً، مثلما ينقل، حد تقديم مساعدات ضخمة مما يستلمونه من مبالغ طائلة يقدمها لهذا الغرض الرأسماليون الغافلون عن الله.
1- ماذا جنيتم؟
وصيتي لهؤلاء هي أنكم لم تجنوا شيئاً من هذه الأعمال المنحرفة ولا أظنكم تجنون شيئاً أبداً إذا كان عملكم هذا سعياً للدنيا فالله لن يدعكم تصلون لهدفكم المشؤوم.
2- توبوا إلى الله
فالأفضل هو، أنه ما دام باب التوبة مفتوحاً فاستغفروا الله عز وجل وضموا صوتكم لصوت شعبكم المعدم المظلوم وادعموا الجمهورية الإسلامية التي تحققت بتضحيات الشعب، ففي هذا خير الدنيا والآخرة وإن كنت لا أظنكم توفقون للتوبة.
ب- المعمّمون المحاربون للثورة
وأما بالنسبة لتلك الفئة التي تخالف بشدة الجمهورية الإسلامية وحكمها أساساً وتعمل لإسقاطها من أجل الله!! وبحسب أوهامها، فهذه الجمهورية أسوأ من الحكم الملكي أو مثله، وكل ذلك بسبب بعض الأخطاء وبعض الإنحرافات المخالفة لأحكام الإسلام والصادرة عمداً أو سهواً عن أشخاص متخلفين أو عن الفئات المناهضة.
1- زنوا الأمور بالإنصاف
وصيتي لهؤلاء هي أن يتفكروا بنية مخلصة في الخلوات وليقارنوا الحال- بإنصاف- بحكم النظام السابق ولينتبهوا أيضاً إلى حقيقة أن الثورات العالمية يلازمها عادة وقوع اضطرابات وانحرافات وحالات من الانتهازية.
2- لاحظوا المصاعب والمؤامرات
انتبهوا.. وخذوا بنظر الاعتبار ما تواجهه هذه الجمهورية من مشاكل وصعاب كالمؤامرات والدعايات الافترائية والهجومات العسكرية من الخارج والداخل، وما لا يمكن تجنبه من تسلل مجموعات من المفسدين والمعادين للإسلام إلى كافة المؤسسات الحكومية ابتغاء إثارة الاستياء لدى الشعب من الإسلام والحكم الإسلامي.
3- لا تنسوا الإشاعات
وانعدام الممارسة السابقة لدى أكثر المتصدين للأمور أو كثير منهم ونشر الإشاعات الكاذبة من قبل الذين خسروا أو نقص ما كانوا ينالونه من منافع جمة غير مشروعة، والنقص الملحوظ في عدد قضاة الشرع.
4- التفتوا إلى النقص في الطاقات
والمشاكل الاقتصادية القاصمة والصعوبات الكبيرة في غربلة وتهذيب عدة ملايين من المتصدين والنقص في عدد الصالحين من الخبراء والمتخصصين وعشرات من المشاكل الأخرى التي لا يعرفها إلا من دخل في معمعتها.
5- ضغوط المغرضين
ومن جهة أخرى هناك أفراد مغرضون والمؤيدون للملكية وكبار الرأسماليين الذين يوجهون الآن ضغوطاً مهلكة لفقراء المجتمع ومحروميه ويجرونه للفساد عبر ممارسة الربا والنفعية وتهريب العملة الصعبة وإيجاد الغلاء الفاحش، وبعموم التهريب والاحتكار هؤلاء يأتونكم بالشكوى والخداع.
6- انظروا إلى الحيل الماكرة
وأحياناً يعطون مبالغ- كحقوق شرعية- ليستجلبوا التصديق ويراؤون بخالص الإسلام ويذرفون دموع التماسيح ليثيروكم ويدفعوكم للمعارضة والمعاداة في حين أن الكثير منهم يمتصون دماء الشعب بانتفاعات غير مشروعة ويجرون اقتصاد البلد إلى الانهيار.
7- لا تأخذكم الشائعات
إنني أنصح- بتواضع وروح أخوية- أن لا يتأثر السادة المحترمون بأمثال هذه الإشاعات وأن يسعوا إلى تقوية هذه الجمهورية من أجل رضا الله وحفظ الإسلام.
8- سقوط النظام يعزل الإسلام إلى الأبد
وليعلموا أنه لو هزمت هذه الجمهورية الإسلامية فلن يحل محلها نظام إسلامي يرضاه بقية الله روحي فداه ولا نظام مطيع لأمركم- أيها السادة- بل يصل للحكم نظام يرضاه أحد قطبي القوة.
9- فكروا في عاقبة أعمالكم
ليبعث اليأس في قلوب محرومي العالم الذين تطلعوا للإسلام والحكم الإسلامي وعقدوا عليه الآمال ويعزل الإسلام إلى الأبد وتندمون على أعمالكم يوم يقضى الأمر ولا ينفع الندم.
10- التغيير لا يكون بين ليلة وضحاها
وإذا كنتم تتوقعون أن تتغير الأمور جميعاً في ليلة وضحاها إلى ما يطابق الإسلام وأحكام الله تعالى فهذا خطأ ولم تقع معجزة كهذه على مدى التاريخ الإنساني ولن تقع.
11- حتى في عهد صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف
ولا تتوهموا أن تقع معجزة عند ظهور مصلح العالم، ويتحقق إصلاح العالم في يوم واحد، بل يطرد الظلمة ويقمعون بالجهاد والتضحية.
12- لا تسعوا لترويج الكفر والظلم
وإذا كان رأيكم رأي بعض العوام المنحرفين القائلين بوجوب السعي لترويج الكفر والظلم ليملأ العالم بالجور ويمهد بذلك لظهور المنقذ العظيم- إذا كان هذا رأيكم- فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اليوم القضية ليست قضية فرد، إنها قضية شعب، بل الشعوب الإسلامية. القضية قضية الإسلام والقيم الإلهية.